شهدت مخيمات اللاجئين الصحراويين التي احتضنت في الأيام الأخيرة مهرجان الصحراء الغربية السينمائي الدولي حضورا متميزا لعدد من المسؤولين والشخصيات الغربية التي وقفت على حقيقة شعب اضطر للعيش في الشتات والملاجئ بعدما أنكر عليه حقه في تقرير المصير.ومن أهم الشخصيات الحاضرة نائب كاتب الدولة المساعد على مستوى مكتب اللاجئين والهجرة الأمريكي روبين ا بريجتي الذي زار مخيمات اللاجئين من 27 افريل إلى 1 ماي الجاري. وجاء في مذكرة لسفارة الولاياتالمتحدة بالجزائر أول أمس أن واشنطن ''عازمة على التحرك في إطار جهد جماعي يرتكز على البرامج التي تسيرها البلدان المانحة في برنامج التغذية العالمي والمحافظة السامية للاجئين بهدف تحسين الظروف المعيشية للاجئين الصحراويين''. وأضافت أن هذه الزيارة تندرج في إطار تلك التي يقوم بها وفد أممي إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بهدف ''تقييم الظروف المعيشية للاجئين''. وعادت السفارة الأمريكية إلى الجهود التي يبذلها الموفد الأممي إلى الصحراء الغربية الأمريكي كريستوفر روس حيث أكدت دعم الولاياتالمتحدة التام لتلك الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ومستديم في الصحراء الغربية يوافق عليه الطرفان''. وأكد نفس المصدر أن مساعدة الولاياتالمتحدة للاجئين الصحراويين تتمثل في تقديم عدة هبات خاصة في إطار برنامج المساعدة الغذائية وبرنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية وحماية اللاجئين.تزامنا مع ذلك نوه العضو في المجلس البلدي لمدينة روليو بمنطقة ليون المنتمي إلى حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية اليميني جان فرانسوا ديبيول بنوعية تنظيم مخيمات اللاجئين الصحراويين والممارسة الديمقراطية لمؤسسات الحكومة الصحراوية في المنفى. وحل ديبيول رفقة 150 منتخبا بلديا وإقليميا فرنسيا في زيارة إلى مخيمات اللاجئين الأسبوع الماضي اكتشفوا خلالها مأساة شعب بأكمله اغتصبت أرضه منذ عقود لكنه مصر على استرجاعها بكل الوسائل المتاحة أمامه.ولأن مأساة هذا الشعب تسببت فيها قوى عظمى وفي مقدمتها فرنسا التي قوت الموقف المغربي بدعمها لأطروحاته الاستعمارية فان المسؤول الفرنسي تأسف للتعتيم الإعلامي الذي تنتهجه بلاده بشأن القضية الصحراوية وقال إنه من ''غير الطبيعي'' أن يكتشف الجدار الفاصل الذي فرضه المغرب إلا بعد تنقله إلى مخيمات اللاجئين. وأكد ''التزامه الكامل'' للعمل في بلاده من خلال وسائل الإعلام والمعلومات التي سينشرها من أجل دعم القضية الصحراوية معتبرا أنه ''على المجتمع الدولي التوجه نحو تسوية عادلة لهذه القضية''. ولم يخف المسؤول الفرنسي دهشته لموقف حكومة بلاده المعارض لتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية لتشمل حماية ومراقبة حقوق الإنسان. وأكد عدم قبول هذا الموقف لأنه لا يتماشى مع مهمة فرنسا في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم. واغتنمت جمعية عائلات الأسرى والمفقودين الصحراويين تواجد وفد المنتخبين الفرنسيين في مخيمات اللاجئين لتحميلهم رسالة إلى الشعب الفرنسي لدعوته إلى التدخل من اجل تخفيف معاناة الشعب الصحراوي. وجاء في الرسالة ''إننا نقدم لكم هذه الرسالة اليوم لإطلاعكم على ضيقنا وقلقنا الشديد كما ندعوكم إلى التدخل لدى حكومة بلدكم من أجل أن تتحرك (...) لتخفيف معاناة شعبنا''. وواصل المسؤولون الصحراويون استنكارهم للائحة الأخيرة حول الصحراء الغربية 1920 والتي تم تجاهل فيها مجلس الأمن الدولي مطالب البوليزاريو وعديد المنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة تكفل الأممالمتحدة عبر بعثتها في الصحراء الغربية بحماية حقوق الإنسان التي بلغت وضعا خطيرا في المدن المحتلة بسبب تمادي المغرب في انتهاكاته وممارساته القمعية ضد كل ما هو صحراوي.وفي هذا السياق وصف محمد الشيخ مستشار بسفارة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر اللائحة ب''المنحازة للأطروحة المغربية''. وانتقد المسؤول الصحراوي التناقض الذي وقعت فيه المنظمة الأممية التي من أسمى مهامها الحفاظ على الأمن والسلم العالميين بعدما رفضت توسيع صلاحيات بعثتها في الصحراء الغربية لتتكفل بمجال حقوق الإنسان على غرار كل بعثاتها في العالم التي تتوفر على ميكانيزمات تسمح لها بمراقبة حقوق الإنسان.وجاءت تصريحات المسؤول الصحراوي على هامش استقبال وفد حقوقي صحراوي بجامعة سعد دحلب بمدينة البليدة والذي عبر أعضاؤه عن استيائهم الشديد للموقف الفرنسي المنحاز للطروحات المغربية.