ستتدعم ولاية بجاية ب20 فرقة إقليمية للدرك الوطني لتوسيع التغطية الأمنية بالولاية، وذلك إلى غاية سنة 2015 للحفاظ على الأمن بعاصمة الحماديين وضمان راحة سكانها وكل من يقصدها ومواجهة بقايا الجماعات الإرهابية بالمنطقة المعروفة بطابعها الغابي والجبلي، مما يسهل تغلغلها وسط التضاريس الوعرة، في الوقت الذي باتت تعرف فيه الولاية في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة وهي اختطاف رجال الأعمال والأثرياء والمطالبة بفدية مقابل الإفراج عنهم، حيث ''يتراوح معدل الاختطاف في منطقة القبائل ما بين 15 إلى 20 حالة في الشهر''، وبغرض مواجهة كل هذه الجرائم جندت قيادة الدرك الوطني 15 فصيلة أمن بكل المنطقة لبسط الأمن بعد أن تفاقمت الجرائم بسبب رحيل عناصر الدرك منذ تسع سنوات على خلفية أحداث الربيع الأسود. سطرت قيادة الدرك مخططا شرعت في تطبيقه، ومن المنتظر أن تنتهي منه بعد أربع سنوات للرفع من نسبة التغطية الأمنية بولاية بجاية التي لا تتجاوز حاليا 48 بالمائة، وذلك من خلال إعادة الانتشار بعد انسحاب فرقها من سبع مناطق بسبب ما يعرف بأحداث القبائل في سنة ,2001 مما انجر عنه تنامي ظاهرة الاختطاف الدخيلة على بلادنا والتي أصبحت جريمة تتبع ظاهرة الإرهاب الذي استغل فرصة رحيل الأمن من المنطقة ليتمركز فيها وينفذ جرائمه الوحشية. حيث أصبحت تعرف المنطقة انتشارا واسعا لظاهرة الاختطاف التي تستهدف الأغنياء بالمنطقة وهي جريمة اتخذت أبعادا خطيرة، حيث تلجأ إليها بقايا الجماعات الإرهابية التي لا تزال ببعض الجبال وتهدد السكان للحصول على مبالغ مالية كبيرة جدا وخيالية كفدية مقابل إطلاق سراح المختطفين، ومن ثم استعمال هذه المبالغ المالية في تمويل الإرهاب في الوقت الذي تعاني فيه هذه الجماعات من خناق كبير بفضل تكثيف العمل الأمني وتشديد الرقابة من طرف كل قوات الأمن، الجيش والدرك، إذ لم تعد بقايا هذه الجماعات الإرهابية التي تعيش أيامها الأخيرة قادرة على التنقل بسهولة للتزود بالسلاح أو بالمؤونة. وأمام هذه الجرائم الخطيرة أصبح المواطن يعيش حالة من الرعب والخوف في منطقة القبائل، الأمر الذي جعل السكان يطالبون بعودة رجال الدرك الوطني لحمايتهم وحماية ممتلكاتهم بعدما طالبوا برحيلهم بعد أحداث ما اصطلحوا على تسميته ''الربيع الأسود'' الذي رافقته أعمال شغب، أدت إلى حرق سبع بنايات خاصة بفرق الدرك الوطني، الأمر الذي جعل باقي الفرق الموجودة حاليا على مستوى الولاية تمدد إقليم اختصاصها إلى البلديات المجاورة لها والتي رحلت منها فرق الدرك لمواجهة الجريمة والحفاظ على الأمن بهذه المناطق. وفي إطار مخطط توسيع التغطية الأمنية المعلن عنها سابقا فإن قيادة الدرك تسعى إلى إعادة بناء جميع المفرزات التي تم تدميرها خلال أحداث منطقة القبائل من طرف المتظاهرين، حسبما أكده الرائد أكروف نور الدين قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني ببجاية الذي أضاف أن هذا المخطط الهادف إلى إنشاء 20 فرقة جديدة للدرك الوطني شرع فيه في بعض المناطق، في انتظار الانطلاق في أشغال الإنجاز ببعض المناطق الأخرى التي تعاني من مشكل العقار وغياب أرضيات مخصصة للبناء. ومن المنتظر أن تستفيد كل بلدية في إطار هذا المشروع من فرقة للدرك الوطني لحماية المواطن وضمان السلم والأمن والاستقرار وتدعيم هذه الفرق بالوسائل المادية العصرية التي تساهم في اكتشاف الجريمة، بالإضافة إلى الوسائل البشرية المحترفة من عناصر الدرك الذين تلقوا تكوينات عصرية في مختلف الميادين، تمكنهم من محاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها وذلك لتدعيم عمل رجال الدرك وأفراد خلية الأمن والتدخل التي تمثل النخبة في سلاح الدرك الوطني التي قامت بدور كبير خلال العشرية السوداء في محاربة الإرهاب، حيث استفادت منطقة القبائل من 15 فصيلة للأمن والتدخل تم توزيعها على ولايات بجاية، بومرداس، تيزي وزو والبويرة. وفي خطوة لتمديد جسور التعاون بين رجال الدرك والمواطنين، قام اللواء أحمد بوسطيلة قائد الدرك الوطني خلال الصائفة الماضية بتعيين قادة وإطارات الدرك الوطني بمنطقة القبائل بما فيها ولاية بجاية ممن يتقنون اللغة الأمازيغية قصد التفاهم مع السكان والتحاور معهم لتنسيق الجهود لإيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تعاني منها المنطقة والتعاون لمحاربة كل أشكال الجريمة التي تهدد أمنهم وممتلكاتهم.
اللواء بوسطيلة يدعو لليقظة لمواجهة بقايا الإرهاب والجريمة ولبسط الأمن والاستقرار والشعور بالأمان بمنطقة القبائل التي تعد ولاية بجاية القلب النابض لها، وجه اللواء أحمد بوسطيلة برقية لقائد الدرك الوطني بالولاية دعاه فيها إلى استكمال كل الالتزامات التي توكل له بصرامة وفعالية واحترافية للحفاظ على الحريات الفردية والجماعية وربح ثقة المواطنين وذلك بالعمل الجاد واستثمار كل الجهود وفقا لقوانين الجمهورية وذلك بالتقرب من المجتمع المدني، المنتخبين، السلطات الإدارية والقضائية والعسكرية، حتى يكون الدرك الوطني بمثابة آذان صاغية وصاحب ضمير مهني يمكنه من إظهار الفعالية بفضل التعاون مع السكان لمحاربة كل الظواهر التي تهدد المنطقة من جرائم، انحراف ولصوصية، مطالبا بمواصلة العمل باستغلال كل الإمكانيات المتاحة والتي مكنت من تحقيق نتائج إيجابية من خلال المساهمة في حماية الأشخاص والممتلكات وتكريس دولة القانون. كما وجه اللواء بوسطيلة في برقيته تعليمات لقائد المجموعة الولائية للدرك الوطني ببجاية طالبه فيها بالتحضير الجدي لمواجهة كل الجرائم الاقتصادية التي تهدد المنطقة وتنخر الاقتصاد الوطني للقضاء على شبكات التهريب والمتاجرة بالمخدرات. داعيا عناصر الدرك لأن يكونوا في مستوى الثقة التي وضعت فيهم والسهر على حماية المنطقة وقبول التضحية في سبيل أداء المهام النبيلة لمحاربة الإرهاب في المنطقة التي تواجه بقايا الجماعات الإرهابية المسلحة. مبعوثة ''المساء'' إلى ولاية بجاية: زولا سومر