لم ينتظر متتبعو الشأن الكروي في بلادنا على مختلف مستوياتهم كثيرا بعد خروج المنتخب الوطني من الدور الأول من مونديال جنوب إفريقيا لتقييم مشاركته. مركزين بالدرجة الأولى أحاديثهم على مصير عارضته الفنية والمتكفل بها رابح سعدان، ومن بين هؤلاء تقنيو ومدربو بعض الفر ق الناشطة في مختلف الأقسام الكروية الوطنية والوهرانية بالتحديد، حيث إقتربت ''المساء'' من بعضهم لترصد تقييمهم وآراءهم. بن دمية توفيق (مدرب جمعية المرسى) بن دمية توفيق مدرب فريق جمعية المرسى، قال أن المشاركة الجزائرية في المونديال الافريقي كانت مشرفة جدا، رغم بعض الصعوبات التي لعبت في غير مصلحة ''الخضر'' ويتصدرها الجانب البدني. ويرى مدرب فريق ''الكورنيش'' أن هذه المتاعب هي من صلب معاناة بعض اللاعبين الذين يعدون مفاتيح لعب ''الخضر''، والذين راحوا ضحية تفضيلهم للألوان الوطنية وإصرارهم على المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا ليدفعوا الثمن غاليا، وكان التهميش مصيرهم، هذا فضلا على الإصابات التي أخرت جاهزيتهم هم وزملاء آخرين لهم. ورفض بن دمية تحميل العناصر الوطنية والمدرب سعدان فوق طاقاتهم، فهو لايشك إطلاقا في إخلاص زملاء بوقرة الذين أدوا ماعليهم في المباريات الثلاث التي لعبوها، مشيرا الى ان خسارتي سلوفينيا و أمريكا جاءت بسبب جزئيات يلزم أن ترسخ في البال كدروس مفيدة، هذا دون أن ينفي النقص المزمن الذي يلازم ''الخضر'' والمتمثل في عقم خط الهجوم. وثمن محدثنا الإستقرار على مستوى العارضة الفنية، بالإحتفاظ بسعدان لكن من دون مساعديه الذين يرى أنهم عالة، ويمكن تعويضهم من دون إشكال لأن الجزائر تزخر بطاقات تدريبية في المستوى سواء هنا بالجزائر كبن شيخة، صايب وبوعلي وغيرهم أو خارجها كقريشي، وبن مبروك. ويضيف بن دمية يقول بأنه إذا ما دعت الضرورة، وتم الإستنجاد بمدرب أجنبي فيجب أن يكون من المستوى الأول ونصح بضرورة إحتضان العناصر الوطنية، وخاصة الجديدة منها التي أبلت البلاء الحسن، وتألقت بشكل ملفت للإنتباه كالحارس مبولحي وبودبوز وقادير، فهم دعامة قوية ومهمة وأضحوا يشكلون نواة المنتخب الوطني المستقبلي. كينان عيسى (مدرب شباب عين الترك) من جهته، سار كينان عيسى مدرب شباب عين الترك والذي حقق معه الصعود للقسم الوطني الثاني لأول مرة في مسيرته الرياضية، على نفس خطى سابقه بن دمية عندما وصف مشاركة الفريق الوطني في المونديال بالمشرفة وفقا لما حاز عليه من إمكانيات، وواصل يقول: ''البعض يتحسر على عدم مرورنا للدور الثاني، وأنا أرى ذلك مطلبا كبيرا لأنه من غير المنطقي أن لا يسجل خط هجومك هدفا واحدا في الدور الأول، وترغب في مقارعة من يملكون ترسانة هجومية نارية تربك أي دفاع مهما كانت صلابته، لكن علينا أن لانخجل لأن لاعبينا بذلوا كل جهودهم رغم هذا الضعف ونقص الخبرة في مثل هذه المواعيد الكبرى، ثم أننا لم نخرج خاويي الوفاض بل قوينا ذخيرتنا البشرية بلاعبين جدد مقتدرين''. وكزميله، ينصح كينان بالإستقرار على مستوى العارضة الفنية للفريق الوطني لكن مع تدعيمها وأن لا تقتصر على شخصين (مدرب ومساعد)، وحتى وإن فضل رابح سعدان التنحي فإن هذا القرار سيكون من صلب العقلية السائدة في دول العالم الثالث التي لاتمدد كثيرا لمدربي منتخباتها، فنادرا ما يمكثون لازيد من الثلاث سنوات حسب محدثنا، الذي يفضل أن يكون خليفة سعدان محليا لأنه يعرف نبض البلد رياضيا وعقليات لاعبيها. وعاد كينان ليثني على فريقنا الوطني على ماقدمه في هذا المونديال، مثمنا المكسب الذي حققه والمتمثل في حيازته لاعبين شباب في المستوى سيدفعون بالفريق الوطني للأمام. العوفي سالم (مدرب مشعل سيدي الشحمي) وكان العوفي سالم مدرب مشعل سيدي الشحمي والذي إرتقى به إلى قسم مابين الرابطات، أكثر المدافعين على مشاركة الفريق الوطني التي قال بأن إيجابياتها كانت أكثر من سلبياتها، يتصدرها إكتشاف عناصر جديدة ستعطي الإضافة في المستقبل، فقط يجب - يضيف محدثنا - الإلتفات جديا لمعالجة الضعف الهجومي المزمن الذي تعاني منه القاطرة الأمامية ل''لخضر'' والذي رافقهم في هذا الموعد الكروي العالمي. لذلك إعتبر العوفي إقصاء منتخبنا الوطني من الدور الأول منتظرا، فعقم الخط الأمامي رافقه تدني بدني وتكتيكي لبعض اللاعبين الذين يعدون مفاتيح لعب ''محاربو الصحراء'' كزياني وعنتر يحيى. ونصح العوفي كل من بالغ في إنتقاداته للفريق الوطني في أن يعيد الشريط إلى الوراء ويستعيد مسيرة من يدافعون عن الألوان الوطنية مضيفا: ''نحن خرجنا من مونديال ماكنا نحلم أن نبلغه منذ سنة ونصف مضت، أين كنا نرقب صولات وجولات المنتخبات الأخرى بمرارة وحسرة كبيرتين واليوم نرى بعض الألسن لاتتورع في إنتقاد فريقنا بشكل مبالغ فيه، صحيح ان هناك نقائص وستعالج بالتأكيد لأن السؤال الذي سيطرح من الأن فصاعدا هو هل سنكون حاضرين بعد أربع سنوات من الآن ؟ وقبلها كيف سنواجه موعدي 2012 -2013 ؟ وعليه فيجب المساهمة إيجابيا في دفع الفريق الوطني نحو الأفضل، حتى يواجه هذه الإستحقاقات بنفس أسلحته المعروف بها من روح المجموعة، والروح القتالية العالية، والإرادة الفولاذية وأن لا ندخل في لعبة تهديم مابني لحد الآن وهو لايزال في بدايته على ما أعتقد ''. وبشأن مستقبل العارضة الفنية للفريق الوطني والمدرب رابح سعدان واللغط الذي كثر حولهما، قال مدرب سيدي الشحمي أن مايهم هو برنامج العمل المقدم والمدرب الوطني لايمكنه بمفرده تحقيق أهدافا كبيرة من دون مساعدة الجميع، وألح على عدم التخلي عن التنظيم الضروري في نجاح أي منتخب، خصوصا وأننا نوجد ضمن عولمة كرة القدم التي تتطلب مسيرين، مدربين ولاعبين على أعلى مستوى يختم المدرب العوفي سالم.