لم تكن الإنذارات العديدة التي أشهرها الحكم الإنكليزي هاورد ويب في المباراة النهائية لمونديال جنوب افريقيا هي أبرز ما شهده النهائي، وإنما جاء فوز المنتخب الإسباني بهدف وحيد في هذه المواجهة المثيرة ليتوج منافسة شحيحة الأهداف. كما حققت المباراة رقما قياسيا جديدا يصعب تحطيمه حيث أصبحت أول نهائي في تاريخ كأس العالم تشهد إنذار 14 لاعبا، إلى جانب طرد اللاعب الهولندي جون هيتينغا بعد حصوله على إنذارين. وبقدر هذه الأجواء السيئة التي أضفتها البطاقات الصفراء العديدة، كانت نهاية المباراة بهدف وحيد قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني مجرد حلقة جديدة في سلسلة التهديف الضعيف الذي اتسمت به هذه الدورة التي سارت على نهج سابقتها حيث شهدت نسخة 2006 بألمانيا 147 هدفا في 64 مباراة مقابل 145 هدفا في 64 مباراة في المونديال الافريقي. وبذلك، بلغ متوسط التهديف في مونديال 2006 نحو 2,3 هدف في المباراة الواحدة مقابل 2,27 هدف في المباراة الواحدة في مونديال 2010 لتصبح دورة هذا العام هي ثاني أقل دورات كأس العالم من حيث متوسط التهديف بعد مونديال 1990 والذي بلغ فيه المتوسط 2,2 هدف للمباراة الواحدة. وفي المقابل شهدت دورة 1954 بسويسرا أعلى متوسط للتهديف حيث بلغ 5,4 هدف في المباراة الواحدة ولكن هذا المتوسط تراجع بعد ذلك ووصل إلى 2,8 هدف للمباراة في مونديال 1962 بالشيلي ثم تكرر نفس المتوسط في مونديال 1966 بإنكلترا. ورفعت الأهداف العديدة للمنتخب البرازيلي في مونديال 1970 المتوسط إلى 3,0 هدف للمباراة الواحدة. ولم يصل المتوسط إلى هذا الحد بعد تلك الدورة حيث تراجع تدريجيا ليصل إلى أقل معدلاته في دورات 1990 و2010 و2006 و2002 مما يعني أن آخر ثلاث دروات تأتي ضمن أسوأ أربع نسخ في متوسط الأهداف في تاريخ المونديال مما يعني اعتماد المنتخبات على النزعة الدفاعية بشكل أكبر. وأثبت المنتخب الأسباني أن الفوز بكأس العالم لا يحتاج لوفرة الأهداف بينما يحتاج بشكل أكبر للحفاظ على الانتصارات. ولم يستفد المنتخب الألماني من معدله التهديفي العالي حيث كان أكثر الفرق تسجيلا للأهداف برصيد 16 هدفا ولكنه احتل المركز الثالث. وسبق للمنتخب البرازيلي أن توج بلقب مونديال 1994 بالولايات المتحدة بعد تسجيل 11 هدفا ليكون ثاني أقل عدد من الأهداف يسجله أي منتخب في الطريق إلى الفوز باللقب، بينما سجل الفريق نفسه 18 هدفا في الطريق لتتويجه بطلا للعالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. وسجل المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه الأسطورة دييغو مارادونا 14 هدفا ليتوج بطلا عام 1986 بالمكسيك بينما سجل المنتخب الألماني 15 هدفا في طريقه للفوز بلقب مونديال 1990 بإيطاليا، فيما وقع المنتخب الفرنسي 15 هدفا عام .1998