من المنتظر أن يستفيد هذه الصائفة، قرابة 100 يتيم من ولاية بومرداس، من رحلات استجمام واستكشاف، تندرج في إطار اللفتات التضامنية التي اعتادت هيئة ترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام'' على تنظيمها في موسم الصيف، لصالح اليتامى وذويهم، سيتمكن الأطفال خلالها من زيارة بحيرة الرغاية وشاطئ ''شنوة'' بولاية تيبازة بتأطير من المركز البسيكولوجي لزموري بإدارة السيدة اسعد كريمة. اعتادت ''فورام'' كل صائفة على تنظيم رحلات صيفية للاستجمام والاستكتشاف لصالح الأطفال اليتامى، وذلك ضمن برامج الهيئة للتضامن مع الفئات الهشة للمجتمع. ولم تكن لإدارة هذه الهيئة ان تفوت العطلة الصيفية فبرمجت رحلات لصالح اليتامى الذين تتكفل بهم الفورام الى جانب ''شركائها'' من الكافلين. رحلات صيفية ليتامى بومرداس العطلة الصيفية مناسبة سعيدة للكثيرين، خاصة للأطفال الذين أنهوا عامهم الدراسي بنجاح بعد أشهر من الدراسة والجُهد، ولكنّ الصيف عند اليتامى الفقراء مختلف، حيث يقبع الكثير منهم في منازلهم خلال هذه العطلة، يتذكرون نزهات الصيف مع آبائهم، ويراقبون غيرهم من الأطفال يستمتعون بالكثير من الفرح مع آبائهم في رحلات صيف لا تنسى. من هذا المنطلق، وإيماناً منها بأنه غير مسموح لأحد أن يسلب الأطفال اليتامى حقهم في الفرح مهما اشتدّ فقرهم، قامت هيئة ''فورام'' ممثلة في مركزها البسيكولوجي في زموري الذي أنشئ بعد زلزال ماي ,2003 بتنظيم رحلات صيفية لفا#ئدة يتيم من تراب ولاية بومرداس بالضاحية الشرقية للجزائر. المركز كما ذكرنا أنشئ مباشرة بعد كارثة زلزال بومرداس الذي ضرب المنطقة بعرض بحر زموري في ماي ، حينها نصبت خيم لتأوي متطوعين من كوادر علم النفس والاجتماع والأطباء بتأطير من ''فورام'' لتقديم الدعم المعنوي والمرافقة البسيكولوجية لضحايا الزلزال مع رعاية خاصة للأطفال الذين فقدوا أحد أفراد أسرهم. بعدها نصبت منازل جاهزة بذات الموقع في إطار إعادة إسكان المنكوبين وبقي فريق عمل ''فورام'' مجندا، ثم تم اختيار تسمية المركز البسيكولوجي الذي أضيفت له تسمية ''قلعة رعاية اليتامى'' بعد ان أطلقت ''فورام'' منذ سنوات مشروعا وطنيا لكفالة اليتامى استقطب اهتمام المحليين والأجانب. وتهتم قلعة رعاية اليتامى بزموري بشؤون حوالي يتيم بكل تراب بومرداس، منهم من يستفيد من منحة من كافلين، ومنهم من يستفيد من منحة ''فورام'' وآخرون توجد ملفاتهم قيد الدراسة والبحث عن كافلين. صرف المنحة قبيل العطلة للاستفادة منها كشفت السيدة اسعد كريمة، مديرة المركز، ان يتيما يتكفل بهم الهلال الأحمر الإماراتي قد استفادوا نهاية جوان المنصرم من منحتهم، جاء ذلك بالتوازي مع بدء العطلة الصيفية بهدف الاستفادة من المنحة وذويهم خلال العطلة المحببة كثيرا لدى الأطفال. وأشارت المتحدثة إلى ان ذلك لا يستثني باقي اليتامى، بحيث صرفت المنح لصالح باقي اليتامى ممن لديهم كافلون، ولا يستثنى هؤلاء من برنامج المركز الصيفي، إذ سيتم خلال الأيام القليلة القادمة، تنظيم رحلتين لبحيرة الرغاية التي تعتبر من أجمل المناطق الرطبة بالضاحية الشرقية للعاصمة، وتنتظر إدارة المركز الحصول على موعد تحدده إدارة البحيرة حتى يتوجه ''الوفد'' ليحط رحاله ليوم كامل بالبحيرة، حيث ينتظر الأطفال برنامج ترفيهي وتثقيفي مميز يقوم عليه إطارات من إدارة البحيرة والمركز على حد سواء. كذلك سيتوجه جمع آخر من اليتامى إلى شاطئ ''شنوة'' بتيبازة غرب العاصمة في رحلة استجمام واستكشاف، مع الإشارة الى ان النقل توفره إدارة المركز البسيكولوجي لزموري بالتعاون مع شركة نقل خاصة تدعم تنقلات المركز في إطار دعم الفئات الهشة. أطفال الجزائر في صور تضامن هذا البرنامج الصيفي الذي يتم إثراؤه من سنة لأخرى ويستمر طيلة العطلة الصيفية، تقوم عليه إدارة المركز البسيكولوجي لزموري كتقليد سنوي، يهدف إلى تعميق مفاهيم الوحدة والتضامن بين فئات المجتمع وغرس قيم حب الدين والوطن في نفوس الأطفال اليتامى وأقرانهم، بحيث يفتح الباب لأطفال المنطقة للالتحاق برحلات المركز وحتى الدورات الدراسية والتدريبية التي تقام خلال السنة الدراسية قصد بناء أواصر الترابط بين الجميع، كما يهدف إلى تنمية إبداعات الموهوبين من اليتامى وصقل مهاراتهم، واستغلال الإجازة الصيفية في تنمية قدرات اليتامى وغيرهم من المشاركين في مختلف الفعاليات المقامة، وكذا تعليمهم مختلف العلوم العلمية وحتى القرآن الكريم. وأشارت المديرة وهي تطوف بنا كامل أجنحة المركز وتُرينا صورا لمختلف النشاطات التي استضافها المركز، أن هذا الأخير يحتضن كذلك العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية مثل البرامج التدريبية في الخياطة، وفي مجال التربية البيئية من خلال ورشات متخصصة يشرف عليها مختصون. وبما أن رمضان على الأبواب فإن الإدارة على موعد مع تنظيم رزنامة تضامن أخرى ضمن سلسلة التضامن التي بدأتها ''فورام'' منذ سنوات وتزداد من سنة الى أخرى. ولم تنس المديرة وهي مربية نفسانية، أن تشير الى النتائج المبهرة التي حققها اليتامى خلال عامهم الدراسي المنصرم، فبحكم أن زموري بلدة صغيرة يتعارف فيها مواطنوها، فإن الأساتذة والمعلمين والمربين كثيرا ما يترددون على المركز لإبداء ملاحظاتهم، فكان أن أكد أساتذة معظم اليتامى - خاصة الذين فقدوا أحد أفراد أسرتهم خلال زلزال ماي - أن هؤلاء الأطفال يحققون تفوقا دراسيا ملحوظا السنة تلو الأخرى، ولعل الفضل يعود إلى العمل الكبير الذي تقوم به الإطارات المختصة في علم النفس في إطار الجلسات النفسانية المخصصة مرتين أسبوعيا لهؤلاء الأطفال وذويهم. نشير كذلك إلى أن المركز يخضع لعمليات تهيئة لجعله يتماشى مع الخدمات المتزايدة على أجنحته، ومنها حديقة حيوانات مصغرة تفاعل معها الأطفال كثيرا، خاصة بعد الهبات التي قدمت لهذه ''الحديقة'' من بعض الجهات، ومنها مصلحة الغابات لزموري التي أهدت وزتين وإدارة بحيرة الرغاية التي أهدت بطات، في انتظار ''هبات حيوانية'' أخرى لتدعيم حديقة المركز وإفراح الأطفال المترددين عليه.