المنتخب الوطني طبعة ,2012 هو ذات المنتخب الذي خاض نهائيات كأس العالم بجنوب افريقيا، وهو الذي سيخوض المرحلة المقبلة مع المدرب رابح سعدان، الذي فضل الاحتفاظ بجل العناصر التي شاركته في المرحلة الفارطة، باستثناء أولئك الذين اعتزلوا اللعب دوليا على غرار الثنائي منصوري المحترف هذا الموسم بنادي السيلية القطري ورفيق صايفي المطلوب في فرنسا من قبل أندية الدرجة الثانية. والحفاظ على تعداد المونديال، يعني في رأي الكثير من النقاد، هو ضمان الاستقرار، بالرغم من بعض التحفظات التي ابداها البعض الآخر، والذي يرى في توجيه الدعوة لعناصر فشلت اثناء المونديال لا مبرر له على الاطلاق، ويقول اصحاب هذا الرأي ان سعدان لم يستفد كثيرا من تجربة جنوب افريقيا. ويبقى الجديد الوحيد هو استدعاء اللاعب عبد المالك زياية الذي قد يضيف الجديد الذي ننتظره جميعا على مستوى القاطرة الهجومية التي تميز أداؤها بالعقم التام وهو العقم الناتج أساسا عن الخطط الفنية التي توخاها الطاقم الفني الوطني الذي يميل دوما إلى الاعتماد على الدفاع والوسط على حساب الهجوم، وهي فلسفة لم تعط في الواقع النتائج الملموسة التي تبرئ ساحة المدرب الوطني من الاتهامات التي وجهت له اثناء المونديال والتي تغاضى الكثيرون التطرق إليها في تلك الفترة للتخفيف من الضغط المفروض على المنتخب الوطني وعليه كمدرب. عامل الوقت في صالح سعدان لمراجعة حساباته ولا شك ان المدرب الوطني رابح سعدان الذي تنتظره تحديات كثيرة، يملك هذه المرة الكثير من الوقت لمراجعة حساباته جيدا، لأن الهدف واضح هذه المرة وهو بلوغ المباراة النهائية من كأس افريقيا المقبلة، كما ان المعاناة التي عاشها بعض اللاعبين لم تعد قائمة، بالرغم من تضارب الاخبار حول مستقبل بعض المحترفين الذين لم يحددوا وجهتهم بعد. وعندما نقول ان سعدان يملك متسعا من الوقت لمراجعة حساباته، فمؤدى ذلك معناه التنبيه الى ضرورة معالجة الأخطاء الكثيرة التي تطرق إليها كل مهتم بشأن المنتخب الوطني، وهنا لابد من التطرق إلى مسألة الانضباط الذي يجب ان يحظى بالاهتمام، إذ لا يعقل ان يعتمد المدرب الوطني على لاعبين مزاجيين أو غير ملتزمين أو فوضويين، لأن ما حدث في مراحل متعددة من مسيرة المنتخب الوطني سواء قبل المونديال أو اثناء المونديال، قد أعطى الانطباع على ان الطاقم الفني الوطني، قد وجد نفسه في وضعيات صعبة وانه كثيرا ما اضطر للاستنجاد بالسيد محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لإخماد ثورة غضب أو تمرد بعض العناصر أو معالجة مواقف شاذة. ويكفي هنا ان نشير الى ما حدث مثلا مع الحارس فوزي شاوشي اثناء المونديال، حيث حاول فرض نفسه أساسيا بالقوة أو مع بعض اللاعبين الآخرين الذين شوشوا على المدرب الوطني عندما زحزحوا الى كرسي الاحتياط أو ما تقوم به جماعة الضغط التي تسعى لفرض من تريد ان يكون أساسيا. هذه حقائق يجب التعامل معها بشجاعة ومن الآن، إذا أردنا فعلا بناء تشكيلة وطنية قوية وقادرة على المنافسة في مختلف التظاهرات. كما انه لا يمكن الاعتماد في المرحلة المقبلة على لاعبين خارج الفورمة أو لا يلعبون مع انديتهم تحت أي ظرف أو مبرر وذلك مهما كانت قيمة هؤلاء اللاعبين ويكفي الاشارة في هذا الصدد الى وضعية اللاعب كريم زياني الذي قضى أكثر من نصف موسم بدون منافسة ومع ذلك اعتمد عليه في المونديال كأساسي دون ان يقدم أي شيء ملموس اثناء المونديال، وذلك على غرار لاعبين آخرين عانوا من الاصابات ونقص المنافسة لكنهم أخذوا أماكنهم كأساسيين وفاعلين في ضبط التعداد بالرغم من محدودية مستواهم. قاواوي لماذا ؟ ولعل القراءة الأولية للتعداد الذي كشف عنه الطاقم الفني مؤخرا، تجعلنا نتساءل لماذا استدعي الحارس لوناس قاواوي من جديد، خاصة وان سعدان كان قد نصح هذا الأخير باعتزال اللعب دوليا قبل المونديال ومن المانيا، حيث قال على صايفي ومنصوري وقاواوي ان يعتزلوا اللعب دوليا بعد دورة جنوب افريقيا. وربما كان من الاجدر ان توجه الدعوة للحارس الشاب عسلة الذي انضم حديثا الى صفوف شبيبة القبائل، وكان تأقله واضحا في المباراة الأخيرة التي لعبها ممثل الجزائر في كأس رابطة ابطال افريقيا للاندية البطلة، كما كان ايضا من بين الحراس القلائل الذين شقوا طريقهم بثبات وبهدوء وبعيدا عن الاضواء وبانضباط كبير، وضمه الى جانب مبولحي وزماموش العائد الى المنتخب والوافد الجديد محمد سيدريك ربما يغني عن الاستنجاد بحارس على عتبة التقاعد وربما يغني ايضا عن التفكير في الاستنجاد بحارس غير منضبط تسبب في متاعب كثيرة للمنتخب الوطني في كأس افريقيا بأنغولا وأثناء المونديال الأخير بجنوب افريقيا. خيارات الهجوم مؤقتة والحلول مع مجيء تاسفاوت كما ان الإبقاء على تركيبة خط الهجوم كما كانت عليه اثناء المونديال، يعني ان سعدان لا يملك في الوقت الحالي أية خيارات أخرى في غياب الحلول الجاهزة أو البدائل التي يمكن توظيفها لمواجهة المرحلة المقبلة، فهو قد ابقى على غزال لقناعته بأن اللاعب يملك كل الخصائص التي تؤهله لتقمص الاولوان الوطنية مستندا في ذلك على تهافت اندية الكالتشيو على غزال وتعاقده مع نادي باري من الدرجة الاولى، كما ابقى على رفيق جبور رغم محدودية مستواه في المونديال، فضلا عن رهانه على كريم مطمور والوافد الجديد رياض بودبوز الذي قد يكون حصان رهان حقيقي. ابقاء سعدان على هذه الاوراق الهجومية مع ضم زياية، قد تكون لها قراءة أخرى ربما تعطي الانطباع على سعدان، يريد الاعتماد على الخبرة التي اكتسبها هؤلاء من خلال تواجدهم المستمر في صفوف المنتخب، مع امكانية تدعيم هذه القاطرة ببعض الاسماء التي تتالق مستقبلا، خاصة وان مجيء تاسفاوت كمناجير عام، قد يساعد سعدان على تحقيق بعض الاكتشافات أو الاختراقات التي ربما تغذي الهجوم الجزائري بمهاجمين يملكون الحس التهديفي ويتمتعون بخصائص تضيف الجديد لبودبوز وغزال ومطمور وربما تمحي بعض الوجوه مثلما كان مجيء الحارس مبولحي مفيدا وكان ثورة على عرين من سبقوه. وفي انتظار ما سيقوله سعدان في الندوة الصحفية المقررة يوم 9 أوت المقبل والتي ستعقد قبل يومين من المواجهة الودية التي سيجريها المنتخب الوطني يوم 11 من نفس الشهر بملعب 5 جويلية أمام المنتخب الغابوني، تبقى كل القراءات توجه سلوكات الرأي العام الكروي، الذي يريد إجابات صريحة من سعدان حول مستقبل المنتخب الوطني الذي حافظ على كامل تعداده باستثناء عنتر يحيى الغائب عن التعداد بسبب العقوبة المسلطة عليه في اعقاب مباراة الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث طرد بالبطاقة الحمراء وشاوشي الذي لا يمكن الاعتماد عليه مستقبلا لسوء اضباطه.