قام أمس السفير الصيني بالجزائر السيد ''ليو يواك'' بزيارة قادته إلى عاصمة الإلكترونيك ببرج بوعريريج وبالتحديد إلى مجمع كوندور إليكترونيك بعاصمة الولاية، حيث صرح السفير أن العلاقات الجزائرية الصينية عرفت قفزة نوعية خاصة في السنوات الأخيرة من خلال رغبة الحكومتين في ترسيخ تلك العلاقة والرقي بها إلى شراكة حقيقية. وأكدالسيد ليو يواك أن الجزائر تولي الأهمية للتنمية والتنمية المستدامة مشيدا بالمبالغ الهامة التي رصدتها الدولة الجزائرية للبرنامج الخماسي الثاني بالرغم من الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها جل دول العالم، والتي قال إن الجزائر فكرت في مرحلة ما بعد البترول بإرساء أسس وقواعد اقتصاد متين، أما عن أولوية التعاون بين الدولتين فهي القضاء على التخلف وتوسيع مجالات الشراكة لتشمل الصناعة، البناء، الثقافة والفلاحة، هذه الأخيرة التي اعتبرها من أولويات الدولتين وهي التي تسمح لهما بالخروج من ظاهرة التبعية الغذائية وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي، وفي هذا الصدد كشف السفير الصيني أن الحكومتين تحضران لمشاريع تخص إنشاء مناطق نموذجية في الأراضي القاحلة والمالحة لمعرفة خصوصياتها وتحديد الآليات المستقبلية لاستصلاحها وتكون العملية مرفوقة بتكوين تقنيين و إطارات جزائريين في الفلاحة للنهوض بهذا القطاع، مؤكدا أن الأمر لا يتوقف عند تحقيق الإكتفاء الذاتي فقط، بل يتعداه إلى تصدير القمح والشعير ولما لا المنتجات الفلاحية، معبرا -السفير- عن رغبة الدولتين الحقيقية لترقية الشراكة وتقريب المستثمرين من بعضهم بالرغم من بعض العراقيل والتي لخصها في بعد لمسافة ومشكل اللغة، لكنها مشاكل يمكن تجاوزها حسب المتحدث واستدل عن نجاح الشراكة بين البلدين ببعض المشاريع التي تم إنجازها خاصة في تحويلات المياه وتحلية مياه البحر، بالإضافة إلى المنشآت الضخمة على غرار الطريق السيار والتجارب التي ستخوضها الصين مع الجزائر في ميدان الطاقة المتجددة. وللإشارة فإن السفير الصيني حل ببرج بوعريريج، وبالتحديد إلى ''مجمع كوندور'' الذي يعقد شراكة مع الشريك الصيني ''هيسانس'' منذ أكثر من 10 سنوات، بهدف الاطلاع على سر هذا النجاح خاصة وأن ''مؤسسة كوندور'' تعد من أكبر التجارب الناجحة في ميدان الإلكترونيك بالجزائر والتي تصدر منتجاتها حاليا خارج الوطن بجودة عالمية، من جهته صرح المدير العام للمجمع السيد عبد المالك بن حمادي بأن فلسفة الاستثمار بين البلدين تتجه نحو إنشاء مؤسسات مختلطة جزائرية صينية تعميما للتجارب السابقة، خاصة وأن مؤسسته عقدت عددا من الشراكات في السنوات الأخيرة، لكن الشريك الصيني يبقى الشريك رقم واحد والاستراتيجي.وعن جودة المنتجات الصينية صرح السفير ومدير المجمع بأنها تنجز وبجودة عالمية وأن مشكلة المواد أو المنتجات الخطيرة يبقى القضاء عليها من المهام المنوطة بالجهات الرقابية والمستهلك في حد ذاته وكذا المستوردين الذين يتوجب عليهم تحديد احتياجات السوق بدقة، كون السوق الصينية تتوفر حاليا على عدد هام من العروض وحسب الطلب والجودة.