بغرض إسناد الفضاءات الثقافية والسياحية الى المحترفين وقصد التكفل بمهمة مرافقة السياح واطلاعهم على أكمل وجه بكنوز الثقافة والسياحة في الجزائر قرر الديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الثقافية المحمية ''باستيون ''23 سابقا تدشين مدرسة مختصة في تكوين مرشدين مختصين وذوي مستوى. ومن المنتظر أن تساهم هذه المبادرة في دفع السياحة في الجزائر وعلى الخصوص سياحة المتاحف والمواقع الأثرية التي تحتضن منها بلادنا الكثير. وتتمثل مهمة هذه المدرسة التي ستفتح أبوابها في الرابع من شهر سبتمبر 2010 في تكوين مرشدين في مختلف التخصصات منهم الخاصون بالمتاحف والمواقع الأثرية الواقعة بالمدن بالإضافة الى مرشدين محاضرين وآخرين مرافقين يتكفلون بالسياح خلال زيارتهم مختلف المواقع الأثرية وذلك بتقديم شرحات حول الفضاء السياحي محل الزيارة. وحسب مصدر مطلع من الديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الأثرية فإن التوظيف مضمون بعد نهاية مدة التكوين حيث سيتم تحويل المتخرجين نحو المتاحف والقصور المتواجدة عبر مختلف ولايات الوطن فضلا عن تعيينهم كمرشدين مرافقين بمختلف وسائل النقل الخاصة بالسياح. وحسب مصدر من الوكالة فإن البرنامج الدراسي الخاص بهذا التكوين قد تم تحضيره كما تم توظيف الأساتذة الجامعيين الذين يتكفلون بإعطاء الدروس في هذه المدرسة، في حين يبقى الهدف الأساسي لإنشاء هذه المدرسة وتعزيز وترقية السياحة في الجزائر. ومن المقرر أن يحتضن مركز الأرشيف التابع للديوان الوطني لتسيير واستغلال المواقع الثقافية المحمية والكائن بالرايس حميدو بالعاصمة هذه المدرسة الجديدة. بينما تم من جهة أخرى تسطير برنامج إعلامي واسع بالتعاون مع وسائل الإعلام قصد التعريف بالمواقع الأثرية الخارقة للعادة التي تزخر بها الجزائر، حيث من المقرر أن يتم الشروع في توزيع مطبوعات صغيرة على مستوى الفنادق ووكالات السفر. وقد استحسن المختصون هذه المبادرة التي ستساهم بالتأكيد حسب هؤلاء على إعطاء دفع للساحة في الجزائر وعلى الخصوص السياحة المتحفية وكذا سياحة المواقع الأثرية المتنوعة المتواجدة عبر العديد من المدن الجزائرية سواء في الشمال أو الجنوب أو الشرق والغرب. وقد اعتبر العديد منهم أن الجزائر تعتبر في حد ذاتها متحفا عملاقا مفتوحا بما تزخر به من مواقع خلابة تحكي تاريخ أجيال وحضارات قديمة تركت بصماتها على مر الأزمنة، وكما يأتي هذا المولود الجديد المتمثل في المدرسة المتخصصة في تكوين المرشدين بعد أن لوحظت عدة نقائص في الميدان حيث غالبا ما يجد السياح الأجانب وهم يزورون المواقع الأثرية أنفسهم تائهين بين الآثار لتبقى تساؤلاتهم بدون أجوبة ولا تفسيرات بسبب غياب المرشدين وهو أمر يسير ضد مصلحة السياحة في بلادنا.