لطالما اقترن شهر الصيام بالكثير من المعاني الدالة على فعل الخيرات بغية الرفع من رصيد الحسنات في هذا الشهر الذي يزورنا ضيفا عزيزا مكرما مرة في كل سنة، ولأن البعض يربطون الشهر الفضيل بميزان الخيرات، حيث تكثر فيه صور التكافل والتضامن الاجتماعي، نجد بالمقابل بعض الفئات بالمجتمع وعلى رأسهم التجار تجاهد لمضاعفة الأرباح، بل إن بعضهم يؤكد أن ما يجنيه في رمضان يضاهي ما يقبضه في باقي الأشهر الأخرى مجتمعة..! وإن كان الحديث عن التاجر مبررا بحكم أنه يمارس نشاطا تجاريا يبتغي من ورائه تحقيق الربح، فماذا عن المتسولين الذين يتضاعف عددهم في شهر الصيام، إذ نقف في بعض الأحيان متسائلين من أين جاءوا؟ أو نقول أين كانوا مختبئين؟ مع العلم أنه بات يطلق عليهم اسم ''التجار'' أيضا، إذ استحقوا هذا الاسم بجدارة لأنهم ببساطة يعرفون من أين تؤكل الكتف كما يقال!! نجدهم عند المساجد في كل الأوقات وعند الأسواق منذ الصباح الباكر كما تكثر حركتهم عند مواقف الحافلات لا يبرحون أماكنهم خوفا من أن يحتلها متسول آخر لأن اختيار المكان المناسب يعني الظفر في آخر النهار بمال وفير.. يستثمرون في مشاعر الصائمين بالضغط على عواطفهم بكل الأساليب المتاحة لحثهم على التصدق الذي يعد عنوانا لفعل الخيرات في شهر الصيام.. ولأن المواطن البسيط يبحث عن أي عمل يمكنه من الحصول على أجر، يأتي التصدق بالمال كأحد أكثر الطرق شيوعا عند الجزائري الذي يرغب في فعل الخير في رمضان. ولايسعنا في هذا المقام إلا أن نقول بأنه في كل مرة نتحدث فيها عن هذه الظاهرة بغية تحريك الجهات المعنية لتغير الوضع لا نلحظ أي صدى، وكأن التسول بات عنوانا آخر يقترن وجوده بشهر الصيام ويصعب التحكم فيه !!!