عادت الأمطار لتقتل مرة أخرى في عز الصيف، معيدة بذلك إلى أذهاننا السيناريوهات السابقة التي شهدتها بعض ولايات الوطن، بتسجيل ضحايا بسبب الفيضانات أو انهيار السكنات الهشة جراء زخات الغيث. صحيح انه لا يمكن التحكم في الظواهر الطبيعية ولا التنبؤ بها، لكن المتفق عليه هو أنه يفترض مجابهتها على ضوء التجارب المكتسبة والتي تفرض إرساء مخططات مدروسة لعدم تكرار ما وقع ومحاولة تفادي أقل نسبة من الخسائر البشرية والمادية. فغالبا ما يتم تسجيل القتلى عند هطول الأمطار بسبب السكنات الهشة، وهو ما عشناه خلال فيضانات باب الوادي في 2001 وغرداية في ,2008 لتجد السلطات المعنية نفسها في وضعية حرجة في مجابهة الإشكال من خلال البحث عن حلول مؤقتة قد تزيد أيضا في تعقيد الأمور لكونها قد تدوم لآجال طويلة. ورغم أن الحديث كثيرا ما يتكرر عن هذه الظاهرة، إلا أن المشكلة تبقى قائمة، لنبقى بدورنا نعيش نفس السيناريوهات كلما رحمتنا السماء بأمطارها التي بات يخافها البعض الذي يقطن تحت أسقف غير آمنة. وإذ نثمن عمليات الترحيل الكبيرة التي طالت العديد من العائلات عبر الوطن في الآونة الأخيرة نحو سكنات لائقة، فإنه في المقابل يجب التركيز على أهمية تحديد الأولويات،لاسيما بالنسبة للذين يعيشون على شفا حفرة منذ عقود طويلة من الزمن،، فإذا كانت أمطار الصيف قد فعلت فعلها، فكيف ستكون أمطار الشتاء القادم؟