يتغير سلوك الناس في رمضان ولكن للأسف للأسوأ. فحينما تنظر لوجوه الصائمين ترى العبوس والتذمر يطغى على ملامحهم، وتنمحي كل علامات التعامل الحسن مع الغير بالرغم من أن رمضان كله معان تربوية لا بد من اغتنامها، كما تطغى النرفزة على السلوك العام فتصبح المناوشات الكلامية في الشوارع والمواصلات مشهدا عاديا ألفناه بحلول كل رمضان، كذلك يتأفف الخلق كثيرا بمناسبة ومن دونها وهم يرددون كلمة إني صائم.. وآخر قد يجهر أمامك بجملة استغفر الله إن حصل ولمسته خطأ وكأنك ارتكبت في حقه جريمة.. وآخر كان قد اعتاد معاكسة الفتيات فتسمع منه كلمة اللهم إني صائم كلما رأى كيانا أنثويا مر بجانبه، وكأن الأنثى من مفسدات الصيام.. وهكذا.. إني صائم.. إني صائم، وكأن رمضان يساهم في ''فساد'' الأمزجة عوض تهذيبها.. في رأيي لا علاقة للمزاج السيئ بالشهر الكريم إنما بالاستعداد النفسي السلبي لدينا فنحن نتفنن في البحث عن شماعات لتعليق الأخطاء وأسباب لتراجع التركيز وإلا فإن الصيام مصدر قوة روحية تدفع إلى الإنجاز والتقدم وليس العكس خصوصا وأن الأجر مضاعف من رب العباد. سبب النرفزة والشجارات والأمزجة المعكرة يكمن في السهر الطويل والأكل حتى التخمة ليأتي الموظف عند الثامنة والنصف مثقلا لا طاقة له على العمل، على الأقل هذا هو السبب المقنع الذي أراه، العيب فينا وليس في رمضان ولا في الصيام. مجتمعنا بحاجة إلى تنظيم عام من خلال التخلي عن بعض العادات السيئة، فالصيام عبادة تحولت عندنا للأسف إلى أكل ونوم ونرفزة!