سيستفيد قرابة الأربعة ملايين تلميذ من ما لا يقل عن 60 مليون كتاب مدرسي بصفة مجانية تحسبا للدخول المدرسي المقبل، حيث تعكف الوزارة على توفيرها خلال هذه الفترة حسبما أعلن عنه أمس وزير التربية الوطنية السيد أبو بكر بن بوزيد وأوضح الوزير بن بوزيد خلال تدخله في اجتماع عقده مع مديري التربية لولايات الغرب أن عدد الكتب المدرسية التي سيتم توفيرها خلال السنة الدراسية المقبلة والمقدرة بنحو 60 مليون كتاب ستشكل 10 بالمائة منها كمخزون احتياط، مشيرا إلى أن الغلاف المالي الذي تم إفراده لهذا الشق بلغ 650 مليار سنتيم. كما أوضح أيضا بأن عدد المستفيدين من هذه الكتب مجانا يقدر خلال الموسم المقبل ب3 ملايين و900 ألف تلميذ، علما أن العدد الإجمالي للمتمدرسين سيبلغ 8ملايين و100 ألف تلميذ''. وذكر الوزير في هذا الإطار بأن نقص الكتاب المدرسي هي مسألة تم حلها منذ ثلاث سنوات، غير أن المشكل الذي يظل مطروحا كل موسم يتعلق بالتوزيع، خاصة مع العدد المتنامي للتلاميذ والمؤسسات التربوية، مطالبا مدراء التربية عبر ولايات الوطن بالسهر على التنظيم المحكم للعملية. ووجه السيد بن بوزيد تعليمات صارمة لمدراء التربية تتعلق بإلزامية الانتهاء من توزيع الكتب المدرسية في غضون يومين بعد الدخول المقبل على أكبر تقدير. أما بخصوص المنحة المدرسية التي تقدر ب3000 دينار والتي سيتستفيد منها نحو ثلاثة ملايين تلميذ، فقد رصد لها غلاف مالي مقداره 900 مليار سنتيم، حيث نبه الوزير المدراء إلى ضرورة الانتهاء من توزيعها على المعنيين في مدة لا تتجاوز الأسبوع خاصة وأن الدخول المدرسي المقبل تزامن مع شهر رمضان وعيد الفطر المقبل وهي كلها مصاريف ضخمة تتعب كاهل العديد من الأسر المعوزة. وتطرق السيد بن بوزيد أيضا إلى مسألة المئزر، موضحا بأن نسبة التغطية قد بلغت السنة الفارطة التي شهدت انطلاق عملية توحيد ألوان المئزر 98 بالمائة. وأكد أن الموسم المقبل سيحافظ على هذه الإجراءات مع بعض المرونة، حيث سيسمح للتلاميذ ارتداء كل درجات اللونين الأزرق والوردي ليشدد في المقابل على مسيري المؤسسات التربوية على ضرورة التحلي ببعض المرونة في التعامل مع التلاميذ الذين لا يرتدون المآزر خلال الدخول المدرسي مع تجنب فصل أي منهم لهذا السبب. وبالنسبة للأولياء المعوزين الذين يعجزون عن توفير المآزر لأبنائهم المتمدرسين فسيستفيدون من معونة وزارة التضامن الوطني التي ستقوم بتوزيع 300 ألف منها مجانا يضيف المسؤول. وبالمناسبة تطرق السيد بن بوزيد إلى مسابقات التوظيف في القطاع ليخص بالذكر معلمي الابتدائي الذين تحصلوا على شهادة الليسانس بعد إتمامهم للتكوين الذي كان قد بادر به القطاع ضمن عملية إصلاح المنظومة التربوية. وبخصوص القلق الذي أبداه معلمو الطور الابتدائي الراغبين في التقدم إلى مسابقات التوظيف بالنسبة للطورين المتوسط والثانوي والمتعلق بقوانين الوظيف العمومي التي تنص على إلزامية تقديم استقالتهم قبل التقدم للمسابقة، طمأن الوزير هؤلاء بأن استقالتهم لن تقبل قبل ظهور نجاحهم. وعلى صعيد آخر كشف السيد بن بوزيد بأن التعويضات الخاصة بالستة أشهر الأولى من 2009 ستصرف للأساتذة قبل عيد الفطر المبارك. وعرج المسؤول الأول على قطاع التربية خلال هذا الاجتماع على قضية الغيابات، محذرا الأساتذة من مغبة ذلك خاصة في الأطوار المصيرية (الثالثة ثانوي والرابعة متوسط والخامسة ابتدائي) وهو نفس الأمر بالنسبة للمتمدرسين حيث أكد بأن ''التلميذ الذي يبلغ سقف الثلاث غيابات سيكون مآله الفصل عن مقاعد الدراسة''. كما توقف مسؤول القطاع على العديد من النقاط النظامية في الحرم التربوي من بينها المنع التام لاستخدام التلميذ للهاتف الخلوي في الفصل المدرسي الذي يتعرض بموجبه إلى عقوبة. وفي شق آخر يتعلق بمحو الأمية ذكر السيد بن بوزيد أن عدد الملتحقين منهم بفصول الدراسة سيبلغ الموسم المقبل ''نحو مليون ونصف أمي من بين الستة ملايين المتبقين'' مع العلم أن نسبة الأمية في الجزائر تبلغ في الوقت الراهن 21 بالمائة. وفي الأخير قدم الوزير حوصلة عن اجتماعه الأسبوع المنصرم مع مديري التربية لولايات الجنوب والتي ارتكزت أساسا على ''ضرورة مضاعفة الميزانية المخصصة لولايات أقصى الجنوب التي ستحظى باهتمام خاص من قبل الوزارة حيث سيتم التعامل معها وفقا لخصائصها الطبيعية والسوسيولوجية''. ويجدر التذكير بأن سلسلة اللقاءات التحضيرية للموسم الدراسي المقبل ستتواصل خلال الأيام القادمة حيث سيجتمع السيد بن بوزيد بمديري ولايات الشرق يوم 25 من الشهر الجاري وبمديري ولايات الوسط في ال29 منه لتتوج هذه الاجتماعات بعقد ندوة وطنية في السادس من سبتمبر المقبل.