تعددت أشكال الإحسان في رمضان بمجتمعنا، ويشهد هذا الشهر الفضيل أشكالا من العمل الخيري والاجتماعي، فمستوى الإيمان يزداد ومعه يزداد فعل الخيرات، فتصبح الطاعة محببة إلى النفوس في أي شيء، كما تتنوع مظاهر الخير والبر التي يحرص المسلمون على أدائها طوال الشهر، ومنها العبادة التي تأخذ شكلاً خاصًّا في رمضان فتقوى صلة العبد بخالقه ويختم القرآن الكريم أكثر من مرة.. وتتحسن بعض السلوكيات والمعاملات ويقبل الناس على المشاركة في أعمال الخير تجاه أهل الحاجة، ويتصدقون ويصلون الأرحام ويساهمون في قفة رمضان ومطاعم الرحمة وتوفير ملابس العيد، فرمضان كله فرصة في بذل الخير والحرص على أداء العبادات، وصلة الأرحام، والتصدق وحسن التعامل مع الغير وكظم الغيظ والابتعاد عن الثرثرة والغيبة والنميمة.. طوال هذا الشهر تمتلئ المساجد بالمسلمين وتلمح نور الإيمان في وجوههم، غير أن كثيرا من مظاهر هذا الخير تختفي فجأة بعد انقضاء رمضان، فيعود الناس إلى سالف عهدهم في التعامل مع الغير ويقصرون في العبادات، فلماذا لا نستمر في فعل الخيرات والطاعات بعد رمضان رغم أننا استطعنا أن نواضب عليها شهرًا كاملاً؟ لشهر رمضان روح معينة تدفع الناس إلى فعل الخيرات، غير أن هذه الشحنة تتفرغ بعده مباشرة، فبيئة الشهر وروحانياته تغيب بعد أول يوم من عيد الفطر، ولعل هذا هو سبب تراجع مظاهر الخير بعد شهر الصيام.. كما أن الانشغال بالحياة اليومية يطغى على الهمة العالية التي تطبع السلوك العام خلال الشهر الفضيل، وأعتقد أن توعية الناس بأهمية الاستمرار في الخير بعد رمضان ضروري لإيقاظ الإيمان في نفوسهم كل مرة..