في الوقت الذي كشف فيه محافظ الغابات بولاية وهران عن إجراء دراسة تقنية قصد تحويل الغابة الحضرية بكناستيل إلى حديقة عمومية للحيوانات على غرار تلك الموجودة بابن عكنون بأعالي الجزائر العاصمة، خاصة وأن المساحة الإجمالية التي تتربع عليها هذه الغابة تفوق خمسين هكتارا، تطالب العديد من الجمعيات المحلية النشطة في المجال البيئي وحماية المحيط بضرورة المحافظة على هذه المساحة الخضراء باعتبارها الرئة والمتنفس الوحيد لسكان شرق وهران بعدما أضحت مرتعا لرمي النفايات المنزلية وبقايا مواد البناء التي أصبحت تهدد النسيج الغابي لهذه المنطقة خاصة بعدما تم تجريد القضبان والسياج الحديدي الحامي لهذه المنطقة الحيوية. يذكر أن هذه الغابة التي كانت محمية كلية بسياج أصبحت الآن معرضة لكل أشكال الاقتحام بعدما تم نزع هذا السياج وتحويله إلى مصدري الخردة والنفايات الحديدية وغير الحديدية خاصة وأن هذه العملية تمت منذ بداية هذه السنة بحجة التمهيد لانجاز الحديقة التي هي قيد الدراسة حسبما كشف عنه محافظ الغابات، إلا أن الوضعية الراهنة لا تبعث على الارتياح إطلاقا بعدما تم نزع هذه القضبان الحديدية التي كانت حزاما أمنيا وآمنا حاميا لهذه الغابة منذ الاستقلال لتصبح الآن مستهدفة أكثر من طرف مافيا العقار رغم التطمينات التي قدمها محافظ الغابات بأن مصالحه بصدد تحضير الإعلان عن مناقصة وطنية لاختيار مكتب الدراسات المناسب الذي توكل إليه مهمة وعملية الانجاز. يحدث هذا في الوقت الذي عبر فيه العديد من سكان هذه المنطقة الهادئة وممثلي الجمعيات المحلية المدافعة عن البيئة وحماية المحيط عن تذمرهم واستيائهم جراء التدهور المتواصل لوضعية هذه الغابة الجميلة دون أن يتم لحد الآن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الحماية لها إلى غاية الشروع في تحويلها إلى حديقة عمومية خاصة بعد تعرض العديد من الأشجار إلى النزع والقطع والتلف بسبب انعدام الحماية، كما أصبحت الغابة مرتعا حقيقيا للكلاب المشردة والمزابل المنتشرة في كل مكان.