كان واحدا من الثمار الطيبة لكرة اليد الجزائرية، افادها كثيرا حيث ساهم في رفع رايتها في عديد المحافل الدولية، ولعه الكبير بهذه الرياضة جعله يواصل العطاء في عالمها كمدرب لكن في فريق فرنسي كبير، ولم يخف امنيته في تدريب الفريق الوطني في يوم ما، إنه اللاعب الدولي السابق لفريق مولودية وهران نجال سليم حمو، الذي أقيمت له مباراة اعتزالية مؤخرا في مدينته وهران، وكانت فرصة ل »المساء« لإجراء هذا الحوار معه... - مرحبا بك نجال في جريدتك ''المساء''... شكرا لكم ومرحبا بكم. - كيف هي أحوالك؟ الحمد لله مادام أنني في بلدي وبين عائلتي وأهلي وأصدقائي. - خاصة وأنه اتيحت لك فرصة التوداد أكثر وتذكر الماضي الزاهي بمناسبة المباراة الاعتزالية التي نظمت لك؟ نعم، كانت فرصة مهمة وجيدة أن التقيت بزملائي اللاعبين، الذين افتقدتهم لسنوات سواء الذين زاملتهم في فريق مولودية وهران أو في الفريق الوطني، وسامحني أن اوضح شيئا وهو أن هذه المباراة أفضل ان تسمى استعراضية وليست مباراة اعتزالية. - كان شعورا قويا ان تلتقي مجددا بلاعبين شكلوا جيلا ذهبيا لكرة اليد الجزائرية كبوشكريو، بوعنيق، غربي رابح، داود عمار، عباس سفيان، خلف الله سفيان، بن جميل عبد الكريم، دوبالة مصطفى، الأخوين بن حراث، حود وبوتشيش وبن سنوسي وغيرهم... لقد كان شيئا رائعا ان أعيد معهم تلك »الهدات« في بداية مشواري، وتألقي خاصة مع فريقي السابق مولودية وهران في قاعة قصر الرياضات، فجميل جدا أن يتجدد اللقاء معهم وأتمنى أن يتكرر في مناسبات عديدة. - وكيف جاءت فكرة تنظيم هذه المباراة الاستعراضية كما قلت؟ هي فكرة من وحي أحد أصدقائي قاطن هو أيضا بالعاصمة الفرنسية باريس، اقترحها علي منذ 6 أشهر مضت وتجسدت بفضل مساعدة جمعية راديوز، وبن عبو، وزاوش عبد الحميد، اللذين ساهما بالعتاد الرياضي والكؤوس، وأشكر الجميع على مساعدتهم الغالية لي والتي مكنت من لم شمل أسرة كرة اليد الجزائرية في هذا العرس الرياضي. - كثيرون من حضروا المباراة الاعتزالية استحسنوا الفكرة، لكن لا يزال يؤلمهم ما وقع لفريقك السابق مولودية وهران الذي ودع النخبة الموسم الماضي؟ أنا على دراية بحال المولودية الوهرانية التي تعد مدرسة من الطراز الاول، لأنني تكونت فيها ويعود لها الفضل الكبير في تألقي في بداية مشواري، والحال المتدني الذي وصلت إليه يؤلمني أكثر من اي احد آخر وهي قضية رجال. - وكيف ترى الحل حتى يستقيم حالها؟ الحل في رؤية الشخص المناسب في المكان المناسب اولا، وفي تضافر جهود الجميع وفي مقدمتها الرابطة الولائية لكرة اليد، التي كانت دائما في الماضي تتصدر وتحتوي مشاكل وازمات الفرق الوهرانية، وتساعدهم على تخطي الصعاب التي تصادفهم. - وما هو رأيك في كرة اليد الوهرانية حاليا؟ حالها من حال المولودية، قضية رجال فقط، وأنا أتوسم خيرا والنجاح في المبادرة التي اطلقها بعض اللاعبين القدامى لمولودية وهران كابن جميل ودوبالة مصطفى في تكوين جمعية جديدة تعنى بتكوين اللاعبين اليافعين في رياضة كرة اليد والتي سميت بجمعية كاسطور، وأنا من منبر جريدتكم المحترمة، أعلن عن افتخاري واعتزازي بهذه المبادرة، وعلى استعداد لمساعدتهم وشد أزرهم. - لكن، كيف تفسر المفارقة في تدهور مستوى الكرة الصغيرة بوهران وارتقائها في ضواحي المدينة كأرزيو، قديل، مسرغين وغيرها من البلديات؟ ببساطة، مسؤولو هذه الفرق يتوفرون على مسيرين يحبون العمل ويجتهدون فيه، وهم بدورهم وجدوا مسؤولين على شاكلتهم فوضعوا بين أيديهم كل الإمكانيات اللازمة. - وما هو تقييمك لحال الكرة الصغيرة الجزائرية؟ لا يزال يسيطر عليها ويتصدرها فريق واحد كالعادة، وهذا غير مجد ومفيد لهذه اللعبة، بل يضر بمستواها اكثر مما ينفعه. - وماذا عن مجموعة الفريق الوطني في بطولة العام القادمة بالسويد؟ بداية، أثني على الجهود التي يبذلها مدربو مختلف المنتخبات الوطنية لتقوية عودها، منهم عواشررية مع منتخب الشباب وبوشكريو صالح مع المنتخب الأول. أما مجموعة المونديال فهي قوية جدا، لأنها تضم منتخبات هي مدارس في هذه اللعبة كصربيا وكرواتيا، وحتى المنتخب الروماني استعاد عافيته، وما أتمناه هو أن يظهر اشبال بوشكريو بوجه مشرف. - وكيف تعلق على هجرة الكوادر التدريبية الجزائرية الى الخارج وبالخصوص الى منطقة الخليج؟ أظن أن هجرة هؤلاء المدربين راجع إلى عدم توفرهم علي كافة امكانات العمل الضرورية وكثرة المشاكل التي تصادفهم، أضف الى ذلك قلة المنشآت الرياضية، ثم إن هؤلاء غضبوا كثيرا لما قدموا عز شبابهم لكرة اليد الجزائرية، ولما طرقوا باب التدريب لم يجدوا الأرضية مناسبة ليواصلوا عطاءهم في بلدهم عكس الخارج أين عثروا على كل شيء وافتقدوه هنا في الجزائر، وهذا محزن كثيرا. - وأنت لماذا لم تطرق رأسك فكرة التدريب؟ أنا حاليا أمتهن التدريب في فرنسا، وتحديدا في فريق باريس سان جيرمان فئة الآمال لتحضيرهم للانضمام إلى الفريق الأول. - وهل أنت على استعداد للتدريب في الجزائر؟ نعم، ولكن أحلم بتدريب الفريق الوطني الأول أما الأندية فليس لي الحماس لذلك. - لو طلبنا منك تفصيلا لقصتك مع رياضة كرة اليد، فماذا تقول؟ بداية مداعبتي للكرة الصغيرة كانت في سن التاسعة وكان اول فريق امضيت إجازة معه هو فريق الاتحاد الرياضي لبلدية وهران مع مدربه المرحوم مكي ميلود، حيث قضيت به ثلاث سنوات، لأنتقل بعدها لفريق مولودية وهران وأتقمص زيه لست سنوات، ثم مولودية باتنة لسنتين، بعدها خضت تجربة احترافية في اسبانيا مع فريق سالتا فيغو الذي مكثت فيه لمدة خمس سنوات، ثم انتقلت الى البلد المجاور فرنسا لألتحق بفريق كريتاي لعامين، بعدها لعبت لنادي بولون بيانكور لخمس سنوات وآخر فريق لعبت له هو نادي تروبليي من الدرجة الاولى والمتواجد بضواحي العاصمة باريس لعامين، وقبل كل هذا المشوار في رياضة كرة اليد، كنت قد بدأت احتكاكي بالرياضة مع كرة القدم كبقية أترابي مع أخي الأكبر في فريق الضمان الاجتماعي لوهران. - بهذا المشوار، هل حققت ما كنت تحلم به؟ نعم، وأنا جد راض ومسرور بما حققته لحد الآن، وهذا بفضل والدي رحمه الله، الذي دفع بي وشجعني لممارسة كرة اليد، وبالمناسبة أهدي كل ما حققته في مشواري الرياضي إلى روحه الطاهرة. - ما هي أحسن مباراة لعبتها في مشوارك؟ هي المباراة التي جرت في قاعة قصر الرياضات وجمعت بين مولوديتي وهرانوباتنة، وكنت وقتها انشط في هذا الفريق الأخير حيث تمكنت من تسجيل 17 هدفا بمفردي. - وما هي أحسن ذكرى تحتفظ بها؟ هي المباراة التي لعبتها مع فريقي السابق مولودية وهران بقاعة قصر الرياضات في بداية مشواري ضد فريق نصر حسين داي حيث فزنا بها واستطعت توقيع 12 هدفا لوحدي. - وما هي أسوأ ذكرى؟ هي الإصابة البليغة التي تعرضت لها في الركبة اليسرى، والتي حرمتني من اللعب لمدة تسعة أشهر، وأيامها كنت منتميا إلى فريق سالتا فيغو الإسباني، وجاءت في وقت عصيب ومهم بالنسبة لي حيث لحقتني قبل الألعاب الأولمبية بأطلنطا سنة .1996 - أمنية تريد تحقيقها؟ هي عودة الفريق الوطني الى أيامه الزاهية السابقة، وأن يطيل الله عز وجل في عمر والدتي الغالية. - بماذا تريد أن نختم هذا الحوار؟ أعود لأشكر كل من مدني بيد المساعدة لإقامة تلك المباراة الاستعراضية، ولا أنسى كل اصدقائي الذين لعبنا مع بعض في السابق وبعضهم مدربون حاليا، والذين أثروا الحضور رغم التزاماتهم، فالشكر للجميع ولكم ولجريدتكم التي منحتني هذه الفرصة الطيبة.