اختتمت أمس بمنطقة ميجك بالأراضي الصحراوية المحررة فعاليات الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 للإعلان عن وحدة الشعب الصحراوي الذي لا يزال يعيش تحت وطأة الاحتلال المغربي منذ أكثر من ثلاثة عقود. وتزامنت الذكرى مع تنظيم الملتقى ال16 حول الجالية الصحراوية المقيمة بالجنوب وخاصة في موريتانيا بنفس المنطقة في رسالة واضحة لتظافر والتفاف كافة أبناء الشعب الصحراوي حول حقهم المشروع في تقرير مصيرهم وفق ما تقره الشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية الخاصة بالنزاع في الصحراء الغربية. ولدى تدخله أكد وزير المدن الصحراوية المحتلة والجالية الصحراوية المقيمة في الخارج خليل سيدي محمد أن الملتقى حول الجالية الصحراوية المقيمة بالجنوب ينعقد في مرحلة ''خاصة'' من كفاح الشعب الصحراوي ويسمح بتقييم نشاطات هذه الجالية. وقال إن ''هذا الملتقى يأتي في وقت يمر فيه كفاح الشعب الصحراوي بمرحلة خاصة تضعه أمام تحديات جديدة''. كما أكد أن هذا الملتقى يعد فرصة لتقييم نشاط الجالية الصحراوية المقيمة في موريتانيا والجهة الجنوبية للأراضي المحررة طوال السنة الجارية. من جانبه ركز بشير مصطفى السيد عضو الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو المكلف بالتنظيمات السياسية في مداخلته على التحديات الجديدة التي ينبغي على الشعب الصحراوي رفعها. وأكد في هذا السياق أن الاحتلال المغربي قد حول الهدنة المنبثقة عن اتفاقات وقف إطلاق النار إلى ''حرب نفسية ومخابراتية تستعمل فيها كل الوسائل منها الصحافة التي أخضعتها مصالح الأمن والجمعيات الموازية على غرار الجمعيات من اجل عودة الصحراويين والإمكانيات المالية لشراء ذمم بعض الصحراويين وتعبئتهم ضد وطنهم وكذلك كافة الوسائل من أجل التسرب إلى تنظيم الشعب الصحراوي''. ودعا المسؤول الصحراوي شعب بلاده إلى التحلي باليقظة وتقديم المزيد من التضحيات لمواجهة مناورات العدو التي أكد بأن مآلها سيكون الفشل لا محالة. وقد شهدت الاحتفالات المخلدة لذكرى إعلان وحدة الشعب الصحراوي مشاركة وفد يضم 13 حقوقيا صحراويا جاؤوا من المناطق المحتلة في رسالة تحد جديدة باتجاه المحتل المغربي الذي يسعى جاهدا الى إخماد صوت الانتفاضة السلمية في المدن المحتلة. ويوجد من بين أعضاء الوفد الحقوقي مناضلون شاركوا في أشغال الندوة الدولية حول ''الحق في المقاومة: حالة الصحراء الغربية'' التي نظمت بالجزائر العاصمة يومي 25 و26 سبتمبر الماضي. وقال رئيس الجمعية الصحراوية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان محمد تهليل على هامش الفعاليات أن ''تنقل هذا الوفد من المدن المحتلة إلى الأراضي المحررة يؤكد مجددا على وحدة الشعب الصحراوي التي لا يمكن لجدار العار زعزعتها''.وأكد أن صحراويي المدن المحتلة ''سيواصلون كفاحهم حتى ترجع السلطات المغربية إلى الحقيقة التي مفادها أنه لا يمكن التستر دوما على إرادة الشعوب التي تناضل من أجل نيل حريتها''. من جهة أخرى اغتنم قائد الناحية العسكرية الثالثة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي الرائد حمدي خليل ميارا فرصة إحياء هذه الذكرى بالأراضي المحررة للتأكيد على أن الوحدات العسكرية التابعة لناحيته تتعاون مع بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ''مينورسو'' في ظل الاحترام المتبادل. وقال إنها تقوم بدور فعال في مكافحة التهريب والجريمة بمختلف أشكالها كالهجرة السرية. وركز القائد الصحراوي وهو يستعرض فصيلة من الجيش الصحراوي تابعة للناحية العسكرية الثالثة رفقة الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر علي ''التعاون في ظل الاحترام المتبادل'' بين الوحدات العسكرية المتمركزة في ميجك وممثلية المينورسو، مشيرا إلى ''أن وحدات الدرك الوطني تلعب دورا فعالا في الميدان ضد الجريمة العابرة للحدود مثل التهريب بمختلف أشكاله والهجرة السرية''. ويقع مقر الناحية العسكرية الثالثة لجيش التحرير الصحراوي في ميجك البلدة التي احتضنت هذا العام الاحتفالات المخلدة للذكرى ال35 لإعلان اتحاد الشعب الصحراوي والواقعة على بعد 90 كيلومترا من مدينة الزويرات الموريتانية جنوب شرق الأراضي الصحراوية المحررة.