ذعر، رعب وقتل هي ليست مشاهد فيلم من أفلام هيتشكوك وإنما مشاهد من الواقع الفلسطيني بغزة بدأت في "رسمها" إسرائيل التي هددت بمحرقة حقيقية ضد فلسطينيي غزة· وبالفعل كان العدوان أبشع مما يتصور أو يتوقع أطفال يصرخون وهم يهرولون كالمجانين من هول ماوقع من مكان إلى آخر فوق أشلاء آبائهم وإخوتهم دون أن يعرفوا ماذا يحدث،، هل هو زلزال أم هي بداية المحرقة؟ مشاهد للصراخ والدموع وأشلاء أطفال متناثرة،، أراد أولمرت أن يبدأ تصويرها بعد أن أبلغ العالم أجمع أنه سيشرع فيها،، ماذنب هؤلاء الأطفال،، ماذنب تلك الرضيعة التي لم تنعم بالحياة إلا يومين فقط؟ مشاهد مؤلمة ومخزية في آن واحد،، لأننا لسنا قادرين إلا على ذرف الدموع كالنساء والأطفال دون أن يكون في مقدورنا إنقاذ من يستنجد بنا وهو أعزل في قبضة جلاده! مشاهد مخزية حقا لأننا لا نملك سوى حرية الكلام، حرية الاستنكار وحرية التنديد والتأسف لوضعنا العربي· ولأننا لانملك القدرة على تغيير الأوضاع وقلب الموازين لصالح المستضعفين من الفلسطينيين· فالوضع يتحمله الفلسطينيون بابتعادهم عن الوحدة، وحدة الصف وحدة الكلمة،، ويتحمله العرب أيضا بتنازلاتهم وموقفهم الهش من اسرائيل التي أصبحنا نحرص على حماية سفاراتها وممثلياتها في الكثير من عواصمنا العربيةرغم حرب الابادة المتواصلة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني! لن نندد ولن نستنكر، لأن ذلك لن يغير من الوضع شيئا ولن يوقف العدوان الاسرائيلي، ونكتفي بدعوة الدول العربية إلى تجميد نشاط السفارات والممثليات الإسرائيلية في عواصمها كرد فعل على جرائم المحرقة في حق أبنائنا في فلسطين ونصرة لهم وهم يواجهون إبادة في أبشع صورها·