من الصعب على أي إنسان في هذا الوجود أن ينتظر ويرتقب لمدة تجاوزت 15 سنة من الزواج، أن تثمر هذه العلاقة ذرية معاقة بنسبة 100%، فقد كان حلم رب الأسرة "طهار جلول" 53 سنة أن يعمر بيته ضجة وحركة بالأطفال منذ أن راودته فكرة الزواج منتصف السبعينيات من القرن الماضي، غير أن مشيئة الله قدرت أن تكون ذريته بعد الزيارات المتتالية لمختلف العيادات طيلة 15 سنة من الزواج، يؤكد المتحدث، غير أن أطفاله الأربعة كأنهم جثث هامدة يقول لا يتحركون ولا يتكلمون معاقون بنسبة 100%· وحسب الزوجة الفاضلة السيدة عائشة، فقد ولدت "صارة" البنت البكر في 1990 بصحة جيدة تحت فرحة كبيرة لم يسبق للزوجين أن ذاقا طعمها بعد 15 سنة وانتظار، وفي غمرة الفرح والرعاية اليومية، اكتشفا أنها معاقة، ثم قدر الله أن يرزقا بعد سنة واحدة عن ولادة "صارة" بصبي سمي خالد، لكن ابتليت العائلة مرة أخرى بأن ولد الطفل معاقا مثل أخته، وبات التفكير في الاعتناء بالحالتين وتسرب الشك إلى الزوجين أن يكون سبب إعاقة طفليهما هو رابطة الدم التي تجمعهما، كونهما من عائلة واحدة (أولاد الخالة)، فقررا استشارة الأطباء لرفع الشك والتأكد من إمكانية الحمل دون مخاطر الإعاقة مجددا، وتقدم الزوجان لإجراء فحوصات طبية معمقة لتتفاجأ الزوجة أنها حامل بتوأم·· وولد "سفيان" و"محمد" معاقين مثل أخويهما حركيا ونطقا، ليزيد ذلك على الأبوين ثقلا في العناية بأربعة أطفال معاقين بنسبة 100%· صارة تبلغ اليوم 17 سنة وخالد 16 سنة وسفيان ومحمد 14سنة، أوقفهم والدهم عن الدراسة لأسباب قاهرة، كون المدرسة بعيدة عن مقر السكن، إضافة إلى كونها غير مؤهلة لاستقبال معاقين مثلهم، ناهيك عن ضعف المدخول الأسري· وتقول الزوجة في السياق معلقة: "كلما كبر أطفالنا تزيد معاناتنا"· ورغم إعاقتهم يهوى الأطفال مساندة فريقهم أولمبي الشلف عبر التلفاز ومتابعة مختلف النشاطات الرياضية الأخرى، أما الوالدان فينتظران يد العون لمساعدتهما في رعاية أطفالهما والتخفيف من وطأة المعاناة اليومية التي يحيانها وأبنائهما في ظل ضعف المداخيل العائلية، فهل تجد عائلة "طهار جلول" القاطنة بحي صالحي ببلدية شجاس بالشلف سندا يعينها على تخطي بعضا من محنتها؟