تولي قيادة القوات البرية أهمية كبيرة جهاز التكوين من خلال عصرنة مختلف وسائله البيداغوجية والتطبيقية بما يتلاءم والتطورات الحاصلة في ميدان السلاح والتكتيكات العسكرية، ويظهر ذلك من خلال تحديث العديد من وسائل التكوين لتوفير الوقت وتقليص النفقات، والإهتمام بالفرد من حيث تكييف تكوينه الدائم مع متطلبات جاهزية وكفاءة المورد البشري· ويظهر هذا الجانب من خلال الزيارة التي خصصتها أمس، المدرسة التطبيقية للمشاة بشرشال والتابعة لقيادة القوات البرية، حيث وقف ممثلو الصحافة الوطنية على جانب من الحياة اليومية للمتربصين من ضباط وضباط صف في مختلف التخصصات، إذ يُلاحظ أن المدرسة التطبيقية تواصل عصرنة وسائلها البيداغوجية والتقنية في شتى الميادين، فالمتربص اليوم يجد تجهيزات من آخر طراز تمكنه من اكتساب مهارات في الرمي بمختلف الأسلحة وتطبيق مختلف التكتيكات العسكرية، فمقلدات الرماية اليوم صارت حسب قائد المدرسة التطبيقية العقيد مصباح الهادي، توفر الوقت والجهد والمال، وتعطي للمتربص فرصا أكبر في التمرن على مختلف الأسلحة عكس ما كان عليه في الماضي من خلال التمرن على الأسلحة الحية التي تتطلب تكاليف ونفقات باهضة، فالدقة التي تتوفر عليها مقلدات الرمي مثلا صارت تعطي ثمارا كبيرة حسب المشرفين على التكوين· وقد شملت زيارة الصحفيين إلى المدرسة التطبيقية للمشاة كل المنشآت من قاعات الدروس والمخابر وقاعات المقلدات واختتمت بتتبع عملية إطلاق ذخائر حية بالمدفعية وعلى أهداف على مسافة ألف متر، والأهم في الزيارة هو تنفيذ سيناريو تكتيكي لمحاصرة مجموعة من الإرهابيين، كانوا يهمون بالقيام بمجزرة بإحدى القرى المعزولة، إلاّ أن أفراد الجيش رسموا خطة عسكرية لمحاصرة المجرمين وإرغامهم على الاحتماء بإحدى الأطلال، وهنا راح أفراد الجيش يقتحمون مكان اختباء العدو عن طريق تكثيف إطلاق النار من طرف مجموعة لتترك مجموعة أخرى تتقدم نحو الهدف إلى أن يتم القضاء على العناصر المعادية· ولأن المدرسة التطبيقية للمشاة أصبحت قطبا رئيسيا في التكوين العسكري في سلاح المشاة، فإنها تستقبل سنويا مجموعات من المتربصين لدول شقيقة وصديقة كمالي، النيجر، موريطانيا، ليبيا، فلسطين وغيرها· وحسب قائد المدرسة فإن التوجه لتجسيد الاحترافية العسكرية يجري بخطوات ثابتة من خلال الاهتمام بالفرد من حيث التكوين وتحسين مختلف الجوانب التي تضمن توفير كفاءات لها جاهزية عالية·وذكر المتحدث أن الإطارات المشرفة على التكوين اختيرت بدقة من مختلف المدارس العسكرية والجامعات وتم دعمها بمختلف الوسائل لضمان نتائج جيدة، ويعترف المتربصون من الضباط وضباط الصف أن ما توفره الدولة من إمكانيات له تأثير ايجابي كبير على التأطير الجيد، وحسب بعض المتربصين فإن العديد من الوسائل المتوفرة اليوم لم تكن في متناول المتربصين من قبل، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لهذا القطاع الحساس الذي يسهر على حماية السيادة الوطنية ورفع مختلف التحديات·