أكد مدير الثقافة لولاية تيز ي وزو، السيد الهادي ولد علي، أن إدارته تسعى جاهدة إلى استغلال جميع الإمكانيات المتاحة في سبيل ترقية الإبداع، حيث بات من الضروري أن تستفيد الولاية من مشاريع ثقافية وعلى رأسها إنشاء متحف··· - استفاد قطاع الثقافة بتيزي وزو من غلاف مالي معتبر، فما هي أولويات قطاعكم؟ * إن الميزانية المخصصة لقطاع الثقافة تنقسم إلى جزئين، الأول موجه إلى دفع مستحقات العمال بمختلف المراكز الثقافية، شراء بعض المسلتزمات الضرورية والاعتناء بالمساحات الخضراء المتواجدة داخل المراكز، أما الثاني فيتعلق بالغلاف الذي يخصصه المجلس الشعبي الولائي والمقدر ب 200 مليون سنتيم والموجه إلى تدعيم الجمعيات الثقافية، كما أن مديرية الثقافة بمختلف مرافقها لديها مداخيلها الخاصة من خلال تسجيلات المنخرطين في المكتبة، وكذا مداخيل الحفلات والعروض المسرحية وتأجير المساحات وأروقة المعارض بدار الثقافة· - هل ترون أن هذه الميزانية كافية وقادرة على تغطية جميع نفقات النشاطات الثقافية؟ * طبعا لا، وهو المشكل الذي نطرحه دائما، فالثقافة بتيزي وزو نشطة وتحتاج إلى أموال كثيرة للاعتناء بها، إلا أننا نكتفي بما هو موجود، نستغله بطريقة تسمح بإحداث توازن بين كل النشاطات· - هناك تعاون دائم بين مديريتكم ومديرية السياحة بشأن موسم الاصطياف، فماذا عن برنامج الموسم القادم؟ * نجتمع كل سنة مع مديرية السياحة والشبيبة والرياضة، لتسطير برنامج خاص بالموسم الصيفي، قصد ضمان ظروف مريحة للوافدين إلى الولاية، ويتلعق الأمر بالعروض المسرحية والموسيقية التي تقدم في الفترات الصباحية والمسائية، وكذا السهرات، وهي تقدم على الشواطئ، إضافة إلى المسابقات الرياضية، خاصة تلك الموجهة إلى الأطفال·· من جهتها تقوم مديرية الصناعات التقليدية، بتنظيم معارض حول الفخار واللباس التقليدي، والزرابي والحلي، وهذا لجلب السياح، خاصة الأجانب منهم· - يري الجمهور بتيزي وزو، أن النشاط الثقافي شحيح وغالبا ما يقتصر على المناسبات؟ * بالعكس، فمديريتنا تقوم بوضع برنامج ثري ومتنوع، إلى جانب إحياء مختلف المناسبات، نحن مثلا نحضر أياما حول الشعبي في طبعته الخامسة، وهو حدث غير مناسباتي، معرضا للفنون التشكيلية ومهرجان الرقص الفلكلوري في طبعته الثالثة، والذي سينتقل هذه المرة عبر كامل تراب الولاية، وهي كلها نشاطات تعكس مدى جدية برنامجنا وثرائه·· أضيف فقط، أن المراكز الثقافية بالولاية، تحضر حاليا لإحياء ذكرى بعض الفنانين، من خلال حفلات تكريم، نذكر من بين هؤلاء أيت ميسلايين، دليل عمر، موحوش، طالب رابح، ومجاهد حميد وغيرهم··· - لا تزال "سينما جرجرة" تعانى الإهمال، فهل من التفاتة إليها؟ * من المعروف أن سينما جرجرة تعرضت للتخريب والدمار، لذلك اتخذنا إجراءات وتدابير لإعادة تهيئتها بقصد تحويلها إلى متحف·· علما أن الولاية ما تزال تفتقد إلى هذا المعلم الثقافي الهام، فيما ستتحول قاعة "المونريال" إلى قاعة للسينما· - وماذا عن قاعة المسرح كاتب ياسين الذي سدت أبوابه منذ زمن؟ * صحيح، إن قاعة المسرح أغلقت منذ سنة 2005، إلا أنها استفادت مؤخرا من غلاف مالي قدره 15 مليار سنتيم لإعادة تهيئتها، بعدما شهدت جدرانها وأرضيتها حالة من التدهور الحاد· - وماذا عن نشاط المراكز الثقافية المنتشرة خارج عاصمة الولاية؟ * الأنشطة الثقافية لا تقتصر على عاصمة الولاية، بل تشمل كل المراكز الثقافية دون استثناء، يضاف اليها تدعيم المكتبات، حيث سيتم إنجاز 62 مكتبة وبلدية مجهزة بكل الضروريات، إلى جانب إلى ترميم وتهيئة المراكز الثقافية وقاعات السينما وبناء أخرى· - ماهي أهم المشاريع التي تنوون إنجازها، وماذا مستقبل الثقافة بالولاية؟ * إن واقع الثقافة مرهون بالمكانة التي تحتلها هذه الأخيرة، فالنشاطات (محاضرات، ملتقيات، حفلات)، دليل على أن الثقافة تحظى باهتمام المسؤولين والجمهور القبائلي·· كما أن إنجاز المشاريع المختلفة يدخل ضمن خانة ترقية الفن والثقافة، وعلى ذكر المشاريع، فإن أولها سيكون إنجاز ملحقة للمكتبة الوطنية بالمكان المسمى السوق الأسبوعية بعاصمة الولاية، إضافة إلى انجاز 62 مكتبة بلدية، وبناء متحف ولائي على مستوى قاعة سينما جرجرة وتحويل قاعة المونريال إلى قاعة سينما، وإنشاء مدرسة جهوية للفنون الجميلة باعزازفة مجهزة (مطعم ومرقد) لضمان راحة الطلبة، إضافة إلى الاهتمام والعناية ببعض المناطق السياحية والأثرية المتواجدة بكل من بوغني وقرية آث الفايد، تقرزيرت، وأيت قاسي، وتحويل منزل عبان رمضان إلى متحف سيفتتح في 20 أوت 2008، ومن بين المشاريع ايضا بناء مسرح للهواء الطلق·· علما أن قاعة العروض بدار الثقافة مولود معمري أصبحت غير قادرة على استيعاب الجمهور المتوافد إليها· - هل هناك عقبات؟ * طبعا هناك بعض العقبات، خاصة تلك المتعلقة بالمشاريع الضخمة، لكننا نحاول تخطيها، كما سنوظف كل جهودنا للتعريف بثقافتنا بنشاطات خارج حدود ولايتنا، من خلال التبادل الثقافي، والبداية ستكون مع ولاية قسنطينة من 3 إلى 7 جويلية· *