توجد العديد من الشاليهات الشاغرة بولاية الجزائر في وضعية لا تحسد عليها، بالنظر إلى عمليات التخريب والسطو التي تطالها يومياً من طرف لصوص الخردة والنفايات المعدنية، حسب بعض أعوان الحراسة التابعين لديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، الذين يجمعون على أن ترك الشاليهات دون استغلال صار سبباً مباشراً لتحويل العديد منها إلى مراتع للانحراف، خاصة بالنسبة للمواقع التي تفتقد لحراس دائمين ومتناوبين، على غرار موقع علي عمران "4" الذي تم به تخريب مسكنين ومحاولة تحويل أحدها إلى مرتع للانحراف· وفي جولتنا إلى بعض المواقع، أشار بعض النزلاء إلى تعرض العديد من الشاليهات التي تم ترحيل نزلائها إلى سكنات للتخريب والسطو على تجهيزاتها المتمثلة في سخانات الماء الكهربائية، أحواض المطبخ، وحتى المصابيح الكهربائية " اللصوص لا يتركون شيئا وراءهم، لأن كل شيء يباع اليوم في سوق الخردة، ومستودعات جمع النفايات المعدنية" قال مصدر مقرب من ديوان الترقية، كما ذهب أحدهم إلى القول بأن هناك شبه تواطؤ بين اللصوص وتجار النفايات، الذين يشترون كل شيء من الباعة الذين يشكل اللصوص نسبة كبيرة منهم· وتفيد المعلومات المستقاة من محيط ديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي، أن أعوان الحراسة والمراقبة يواجهون اليوم مشاكل جمة، رغم مساهمة أفراد الحرس البلدي الذين ينتشرون في كل مواقع الشاليهات البالغ عددها أكثر من 25 موقعاً، وذكر لنا أحدهم أن الشاليهات الواقعة ببلدية الرغاية هي الأكثر عرضة للنهب والتخريب، كونها لم تستغل منذ عدة أشهر بعد ترحيل نزلائها، وأن أعوان الحراسة عجزوا عن أداء مهامهم أمام العصابات، التي أصبحت تجاهر بالاعتداء على هذه الأملاك العمومية· ويشتكي نزلاء الشاليهات من جهتهم أيضاً من عدم ائتمانهم على أملاكهم خاصة وأن مساكنهم لا تتوفر على أبواب ونوافذ متينة، مطالبين الجهات الوصية بالتدخل من أجل دعمها بشبابيك حديدية وتمتين مساكنهم للحيلولة دون تركها عرضة للاعتداء، وفي هذا الإطار ذكر لنا العديد من نزلاء الشاليهات تعرضت مساكنهم للنهب فور خروجهم لدقائق معدودات، مما اضطر البعض إلى إيداع شكاوى لدى مصالح الدرك الوطني والشرطة التي ألقت القبض على بعضهم، خاصة بموقع الباخرة المحطمة التي يوجد بها أزيد من 500 شاليه، وكذا موقع علي عمران 4 الذي يضم 165 مسكناً جاهزاً· من جهة أخرى، تذكر المعلومات من ديوان الترقية، أن عملية ترميم الشاليهات مستمرة وأن هناك 770 شاليهاً سيتم إخضاعها للصيانة، لا سيما بالنسبة للأجزاء الخشبية التي اهترأت وتآكلت بعد مرور أزيد من أربع سنوات من استغلالها، وذلك من خلال رصد مبالغ مالية بلغت 7 ملايير سنتيم·· لكن المشكل يبقى قائما بالنسبة للمواقع الشاغرة المتعلقة بمصالح الولاية التي بإمكانها تفعيل عملية الترحيل·