أبرز السيدان عمار غول ومحمد بن مرادي وهما على التوالي وزير الأشغال العمومية ووزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار أمس أهمية الصالون الدولي للأشغال العمومية في نسج علاقات شراكة ناجعة بين مؤسسات القطاعين وتمكينها من الاستفادة من خبرة المؤسسات الدولية المشاركة في هذا الفضاء الاقتصادي التواصلي، الذي أصبح من بين أهم المرجعيات الدولية على حد تأكيد السيد غول. ودعا الوزيران أثناء إشرافهما على افتتاح الطبعة الثامنة من هذا الصالون المؤسسات المشاركة إلى استغلال الفرص الثمينة التي تتيحها لها هذه التظاهرة، من أجل نسج علاقات شراكة ناجعة، لا سيما في مجال الصناعة الميكانيكية التي تعنى بإنجاز وصيانة عتاد الأشغال العمومية وكذا في مجال تجهيز المنشآت والهياكل القاعدية، مع استغلال الإمكانيات التي يوفرها البرنامج الخماسي للتنمية 2010-2014 الذي دخل مرحلة التنفيذ. واعتبر السيد بن مرادي وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، أن أهمية الصالون تكمن أيضا في تزامنه مع دخول الجزائر في مرحلة إحياء وتجديد الصناعة الوطنية وخاصة منها صناعة الميكانيك وصناعة عتاد الأشغال العمومية، مع ما تتيحه هذه المرحلة من برامج استثمارية هامة سيتم تجسيدها في إطار الشراكة مع مؤسسات عالمية لها الخبرة وتتميز بالجدية والإنجاز وهو ما سيمكن حسبه قطاع الإنتاج الصناعي الوطني من رفع قدراته الإنتاجية وتحسين نوعيتها حتى يصل تدريجيا إلى تعويض المؤسسات الأجنبية. وفي نفس الاتجاه ذهب وزير الأشغال العمومية في إبرازه للتطور الكبير الذي عرفه الصالون الدولي للأشغال العمومية، الذي انطلق في 2003 كمجرد فكرة كانت ترمي إلى جعله صالونا قائما بذاته ومنفصلا عن صالون البناء. وقد بدأ حينها بصفة محتشمة إلى أن أصبحت له اليوم مكانة عالمية بل وأضحى من أهم المرجعيات الدولية، بالنظر لاستقطابه لكبريات الشركات العالمية العاملة في مختلف تخصصات الأشغال العمومية. وأكد الوزير أن أهمية الطبعة الثامنة لهذه التظاهرة التي افتتحت أمس وتستمر إلى غاية 10 نوفمبر الجاري، تكمن في تزامنها مع انطلاق برنامج رئيس الجمهورية التنموي الضخم حيز التطبيق في الميدان، وكذا تزامنها مع تبني الحكومة لسياسة الدعم الموجهة للقطاع الوطني العمومي والخاص، ومرافقته على كل المستويات حتى يصل إلى ترقية مكانته وتحسين أدائه وفعاليته وخاصة بعد اكتساب العديد من المؤسسات الوطنية على غرار تلك العاملة في قطاع الأشغال العمومية الخبرة اللازمة في مجال اختصاصها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحكومة أعطت دفعا قويا للتصنيع والتجهيز للاستجابة للحاجيات الضرورية لكل القطاعات بما فيها قطاع الأشغال العمومية، حتى يتم الوصول مستقبلا إلى البناء والإنجاز بالوسائل الوطنية بالطاقة البشرية المحلية. ويعمل قطاع الأشغال العمومية ضمن هذا المسعى حسبما كشفه الوزير على تطهير وترقية 51 مؤسسة تابعة له في سياق مسار دعمها وتحضيرها لتحسين مردودها. غير أن الوزير أوضح في هذا السياق بأن بلوغ مستوى النجاعة الوطنية لا يعني الاستغناء عن الشراكة الأجنبية بصفة تامة، وإنما الاستفادة من خبرتها في المجالات والتخصصات التي لا تملك فيها أداة الإنتاج الوطنية الخبرة الكافية، مؤكدا بأن فضاء الفرص سيبقى مفتوحا للجميع. على صعيد آخر وفي رده على سؤال حول تدني وضعية بعض الطرقات بفعل الأمطار الغزيرة التي لا زالت تتهاطل على بعض ولايات الوطن، أوضح الوزير بأن الأمر يتعلق في غالب الأحيان بطرق أنجزت قديما من قبل مؤسسات وطنية لم ترق نوعية أشغالها بعد إلى مستوى المعايير الدولية، مذكرا في هذا الصدد بأن الجزائر كانت تعمل خلال السنوات القليلة الماضية على تدارك التأخر الكبير الذي سجلته في العديد من الميادين بفعل الظروف التي مرت بها. ولذلك لا ينبغي التسرع في مطالبة المؤسسات بالمعايير الدولية التي لا يمكن الوصول إليها في ظرف قصير. للإشارة فإن الطبعة الثامنة للصالون الدولي للأشغال العمومية المنظم بالتنسيق بين وزارة الأشغال العمومية وشركة المعارض والتصدير ''سافكس'' تحت شعار ''الأشغال العمومية، التزام بالعصرنة'' تشهد مشاركة 328 مؤسسة من بينها 165 مؤسسة جزائرية، 136 مؤسسة منها تابعة للقطاع الخاص و29 مؤسسة تابعة للقطاع العام علاوة على 163 مؤسسة أجنبية تمثل 19 دولة من أبرزها كندا، فرنسا، ألمانيا ، الصين، تركيا، إيطاليا وإسبانيا.وقد استغلت وزارة الأشغال العمومية مناسبة افتتاح هذه التظاهرة الاحترافية لتنظيم حفل تكريم لفائدة متقاعدي القطاع وعائلات المتوفين من عماله وإطاراته، لا سيما منهم أولئك الذين راحوا ضحايا لأعمال إرهابية جبانة أثناء تأديتهم لمهامهم، على غرار مدير الأشغال العمومية لولاية تبسة الذي قضى نحبه إثر انفجار قنبلة تقليدية في الشهر الماضي.