سمحت عمليات إعادة تأهيل بعض المرافق الثقافية واستلام البعض الآخر برسم العام الجاري ,2010 بتوفير عديد الفضاءات الثقافية بمدن وقرى ولاية المسيلة، ويتمثّل آخر إنجاز تمّ استلامه خلال نوفمبر الجاري، حسب مصالح الولاية، في قاعة سينما ''الحضنة'' المستردة كملك تابع للدولة تنفيذا لتوجيهات وزارة الثقافة، بعد أن ظلّت مغلقة لمدة فاقت 30 سنة وكانت بحوزة أحد الخواص، وقد أعيد تأهيل هذه القاعة من خلال أشغال تطلّبت 8 ملايين دج وهي حاليا جاهزة للاستعمال. وتعتبر قاعة سينما ''الحضنة'' مرفقا هاما تابعا لقطاع الثقافة، وبإمكان مديرية الثقافة التصرّف فيه كمسرح، مما يسمح بترقية الفن الرابع الذي يعاني محليا من انعدام فضاءات التدريب والممارسة والعرض، أو استغلالها كقاعة سينماتيك، غير أنّه برأي المختصين في هذا المجال، فإنّ ركح قاعة سينما ''الحضنة'' ضيق بما لا يدع مجالا للعرض المسرحي الذي يحتاج إلى وضع ديكورات يتحرّك عبرها الممثل المسرحي. ومن ناحية أخرى، تمّ استنادا إلى نفس المصدر، توسيع فضاءات المطالعة العمومية بما يتجاوز 1.400 مقعد، من خلال استلام 14 مكتبة بلدية برسم العام الجاري 2010 موزّعة على عديد البلديات النائية بولاية المسيلة. ويرتقب أن يتم استغلال هذه المرافق، حسب ما أضاف نفس المصدر، تنفيذا لتعليمات والي الولاية بعد تجهيزه بنوعية ''ممتازة'' من التجهيزات، فضلا عن تأطيره من خلال استغلال الطاقات الشبانية الجامعية المتوفرة بهذه البلديات. وتضم ولاية المسيلة حاليا، 26 مكتبة بلدية حضرية ونصف حضرية تابعة لبلديات الولاية، بعد أن كانت تفتقر إلى المكتبات البلدية مطلع العام ,1999 وقد استحسن سكان المناطق المستفيدة في هذا الإطار وجود هذه الفضاءات التي قرّبت منهم المطالعة، وقد روعي في إنجاز هذه المكتبات البلدية تقريبها من بعض المناطق النائية في البلديات الفقيرة والمحرومة. ومن جهة أخرى، لا تزال أشغال مشروع توسيع متحف الحضنة بعاصمة الولاية، لم تنطلق بعد لأسباب تتعلّق أساسا بعدم تقدّم مؤسسات الإنجاز، فيما يرتقب استلام قريبا تهيئة وتوسيع دار الثقافة بمدينة المسيلة التي بالرغم من عدم كفاية مبلغ إنجازها، حسب ما أشار إليه المنجزون، غير أنها سوف تكون جاهزة وتعود إلى نشاطها، وتميّزت السنتان الأخيرتان، حسب مسؤولي الولاية، بإعادة تأهيل وتجهيز 21 مركزا ثقافيا، مما سمح باستحداث فضاءات جديدة للتسلية وممارسة بعض النشاطات ذات الطابع الثقافي، مثل المسرح والسينما والمطالعة، حيث وفرت مكتبات هذه المرافق ما يتجاوز ألفي مقعد للمطالعة. وباعتبارها مقصد التلاميذ المرشحين لاجتياز شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، فإنّ هذه المرافق سمحت، استنادا إلى نفس المصدر، بترقية المطالعة بالنسبة لهذه الفئة على وجه الخصوص، كما أسهمت إعادة تأهيل المراكز الثقافية في ترقية ممارسة النشاط المسرحي، حيث لوحظ إقبال معتبر من قبل الفرق المسرحية الهاوية في هذا الصدد، وهو ما ينبئ بمستقبل زاهر لهذا المجال. ومن جانب آخر، وباعتبار أنّ ولاية المسيلة تعدّ رائدة في مجال الفن التشكيلي، فإنّ ورشات هذا النشاط شهدت حركية معتبرة بعد إعادة تأهيل المراكز الثقافية، حيث لوحظ ازدهار فن الرسم التشكيلي باستعمال الرمل، ومن أجل ترقية الموسيقى يرتقب، حسب نفس المصدر، برسم العام المقبل ,2011 استلام معهد للموسيقى بمدينة بوسعادة والمسجل لفائدة القطاع منذ عام ,2009 ويسير قطاع الثقافة بولاية المسيلة عديد العمليات بمبلغ مالي يقدّر ب 800 مليون دج، أهمها دراسة وإنجاز وتجهيز معهد الموسيقى واقتناء كتب ل 30 مكتبة وإعادة تأهيل دار الثقافة بمدينة المسيلة وإنجاز عديد المكتبات البلدية.