قدّمت أوّل أمس الفنانة صونيا إيميليو التي تعتبر أفضل لاعبة على الكستانيات في العالم، عرضا راقصا بالمركز الثقافي الاسباني ''سرفنتس'' بالجزائر وهذا بمناسبة احتفال المكسيك بمرور مائتي سنة على استقلاله. وبهذه المناسبة، وعدت الفنانة صونيا الحضور بتقديم عرض في السنة القادمة بالجزائر تحتضنه هذه المرة قاعة كبيرة تضمّ عددا أكبر من الجمهور الذي سيتفاعل حتما مع عروضها الراقصة واستخدامها للكستانيات. وقدّمت صونيا في عرضها بسرفنتس ست رقصات، حيث ارتدت في الرقصة الأولى لباس راقصات البالي وبدت كطفلة صغيرة ترقص والفرحة بادية على وجهها، فرقصت كثيرا وهي واقفة على أصابع قدميها مبرهنة في ذلك على خفتها وبراعتها في الحفاظ على قدراتها الفنية رغم مرور أكثر من خمسين سنة على انطلاقتها في عالم الفن، كما جاء استعمالها للكاستنيات في غاية الدقّة والاحترافية. واهتمت صونيا في الرقصة الأولى والثانية بالرقص على أنغام محلية من الفلكلور الاسباني، وتلتها رقصة ثالثة بلباس آخر مزركش اعتمدت فيها على الرقص بالقبعة المكسيكية الشهيرة، فرقصت الرقصة التي رقصتها أنا بافلوفا في المكسيك قبل مائة سنة إلاّ أنّها أضفت عليها استخدام الكستانيات. أمّا الرقصة الرابعة، فقد كانت مغايرة تماما للرقصات السابقة، فجاءت وفق أنغام كلاسيكية محضة فبرزت هنا موهبة صونيا التي ارتدت ثوب سهرة ورقصت بهدوء وعيناها نحو السماء كأنّها تنتظر الخلاص، وقدرتها على مرافقة العزف الكلاسيكي باللعب على الكستانيات فكان هذا التزاوج بينهما جميلا ومتناسقا، ونفس الشيء بالنسبة للرقصة الخامسة التي كانت هذه المرة فنزويلية، أمّا الرقصة السادسة فارتدت فيها صونيا لباسا أزرق ملتصقا بجسدها ورقصت بهدوء أحيانا وبخفة لا متناهية أحايين أخرى. وتخلّل هذا العرض الموسيقي، عرض مقاطع فيديو عن الحفلات التي قدّمتها صونيا إيميليو في أرجاء العالم، حيث تخصّصت بالدرجة الأولى في الرقص واللعب على الكستانيات وهذا بمرافقة موسيقى الفلامنكو وكذا للموسيقى الكلاسيكية. وفي هذا السياق، أوضح سفير المكسيكبالجزائر السيّد ادواردو رودان، أنّ هذا الحفل الذي نشطته الفنانة المكسيكية المشهورة يمثّل خطوة أخرى نحو توطيد العلاقات الثقافية بين الجزائروالمكسيك، مضيفا أنّ الجزائر هي البلد الذي ألهم الكاتب الكبير سرفنتس فقدّم هذا الأخير روائع في الأدب. للإشارة تعدّ صونيا ايميليو، أفضل لاعبة على الكستانيات، وقدمت أول عرض لها على البيانو وهي في سن السادسة والتحقت بالمسرح كراقصة في سن السابعة، كما درست البيانو في الكونسرفتوار الوطني للموسيقى بالمكسيك، واهتمت بالدرجة الأولى بالكستانيات مصاحبة بذلك مقطوعات من موسيقى الفلامنكو وكذا الموسيقى الكلاسيكية لبيتهوفن وليزت وباخ وغيرهم.