أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد بوجمعة هيشور، أن الإصلاحات التي اعتمدتها الدولة في القطاع أثمرت ثورة صناعية ثالثة تعيشها الجزائر اليوم، تتجلى معالمها في القفزة النوعية والكمية التي يشهدها مجال الاتصالات مع بلوغ عدد المشتركين في الهاتف النقال 28 مليون مشترك، وكذا التطور المذهل الذي يشهده مسار عصرنة مؤسسة "بريد الجزائر" على غرار المركب الجديد لبئر توتة بأحدث الوسائل والتقنيات التكنولوجية لفرز الرسائل والطرود وتطوير البريد المغناطيسي· وأبرز السيد هيشور بمناسبة معاينته أمس، عددا من المرافق والهياكل الجديدة التابعة لمؤسسة "بريد الجزائر" ومؤسسات الاتصال الفارق الكبير في مستوى طبيعة ونوعية الخدمات التي كان يستفيد منها المواطن الجزائري قبل عشر سنوات وحاليا، مشيرا إلى الثورة التكنولوجية التي أحدثتها سياسة الإصلاحات منذ سنة 2000، جعلت من القطاع القلب النابض للاقتصاد الوطني وثان قطاع مدر للثروة ولمناصب العمل بعد قطاع المحروقات· واعتبر لدى معاينته المركب الجديد لفرز البريد ببئر توتة، أن هذا الأخير، يُعد إحدى ثمار الإصلاحات التي أدخلها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، على القطاع، على اعتبار أن تمويل إنجازه وتجهيزه تم بعنوان البرنامج الوطني للإنعاش الاقتصادي· وبعد أن عاين مختلف أجنحة المركب ومنها مركز فرز البريد الوطني والدولي الذي يعالج نحو 40 ألف رسالة في الساعة باستعمال آلة ذكية تم اقتناؤها من اليابان مقابل 180 مليون دينار، واطلع على خصوصيات جناح الإعلام الآلي والمالي وقاعة للعروض والقاعة المخصصة للطوابع البريدية، دشن الوزير مركز معالجة البريد المغناطيسي الذي يعمل على تطوير الرسائل الإلكترونية وتحويلها إلى رسائل ورقية، مثل الرسائل الخاصة بمصلحة الصكوك البريدية، والفواتير التي توجهها المؤسسات الاتصالية إلى الزبائن· وبإمكان هذا المركز المتطور الذي يشمل أيضا على جناح خاص بالتخليص، (وضع الطابع الإلكتروني) بمعالجة 300 ألف رسالة في اليوم، فيما يصل عدد عمال كافة أجنحة المركب إلى 200 عامل· وأكد السيد هيشور أن مرافقة الدولة لمسار عصرنة مؤسسة "بريد الجزائر" بالرغم من الاستقلالية التي أصبحت تتمتع بها هذه الأخيرة ينم عن حرصها على ترقية الخدمة العمومية، وتحسين العمل الجواري، مبرزا في السياق المكانة التي تحتلها المؤسسة في هذا المجال، ولا سيما وأنها تشرف على تسيير 9,5 مليون رصيد بريدي، وتعالج ثلاث أضعاف ما تعالجه البنوك من قيم مالية· بعدها انتقل الوزير إلى باب الزوار حيث اطلع على مستوى تقدم أشغال إنجاز المقرين الجديدين لشركة "موبيلس" ومؤسسة "بريد الجزائر" حيث ينتظر أن تستكمل أشغال المشروع الأول والتي انطلقت في أوت الماضي في غضون شهر مارس 2009، بينما بلغت نسبة الأشغال بالمشروع الثاني إلى نحو 55 بالمائة· وبنفس البلدية زار ممثل الحكومة مركز استقبال المكالمات التابع للمتعامل الثالث للهاتف المحمول "نجمة"، حيث ذكر بالمناسبة ببرنامج توسيع مثل هذه المراكز التي تُعد بمثابة المشاتل لليد العاملة، ولا سيما من الإطارات المتعددة التخصصات، مع الإشارة إلى أن مركز نجمة يُشغل حاليا نحو 300 عامل بينما ينتظر أن يصل عدد العاملين في المراكز التابعة للمتعامل "جازي" إلى 1000 عامل، حسبما أكده الرئيس المدير العام لهذه الشركة السيد حسان قباني عند استقباله للوزير بالوكالة التجارية التابعة لهذا المتعامل والكائنة بشارع ديدوش مراد· وغير بعيد عن الوكالة المذكورة دشن السيد هيشور بشارع الخطابي الوكالة التجارية لمؤسسة "إيباد" لخدمات الأنترنت، حيث تلقى شروحات عن المرحلة التجريبية الخاصة بخدمة التكنولوجية الجديدة المعروفة ب"أصيلة بوكس 2 " والتي تتضمن تقديم خدمات متداخلة بين الهاتف والأنترنت والتلفزيون، حيث تمكن المشترك من الحصول على باقات تلفزيونية انطلاقا من خدمة الأنترنت· ومن بين المشاريع الجديدة التي تعززت بها هياكل مؤسسة "اتصالات الجزائر" مركز المراقبة والصيانة الذي دشنه الوزير بشارع عيسات ايدير والذي يسهر على متابعة سير نحو 80 جيغابيت من الشبكة الهاتفية الوطنية، ومراقبة الأعطاب المحتملة مع إمكانية التدخل الآلي لإصلاحها وتحويلها إلى المراكز الجهوية للمراقبة على غرار مركزي وهران وقسنطينة·