تجدد موعد عشاق الكلمة الطيبة واللحن الزكي ليلة أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة في الليلة الثانية للمهرجان الدولي الأول للإنشاد التي امتزج فيها الفن السوري بالفن الجزائري، وعرفت حضورا قويا للجمهور القسنطيني من العائلات التي أبت عدم تفويت الفرصة للسمر والاستمتاع بهذا الفن الروحي الذي يدغدغ الأحاسيس ويرفع الهمم. وتفاعل الجمهور القسنطيني مع أول فرقة اعتلت ركح المسرح وهي فرقة ''الأنوار للنشيد الهادف'' لبوسعادة التي كان من نجومها الطفل أحمد الهادي لحرش (صاحب الإثنى عشر ربيعا) صاحب الحنجرة القوية التي دوت بمسرح قسنطينة ونالت إعجاب جل الحضور من خلال الأناشيد المقدمة على غرار أنشودة ''لحن الأم'' ومواويل ''صلوات الله على الرسول'' ولم يخل أداء الفرقة من الأناشيد التي تتغنى بالوطنية والتمسك بعادات الأجداد وخصالهم والتعلق بالحصان وسيلة تنقل كل الفرسان. أما الجزء الثاني من الحفلة فقد حمل عطر بلاد الشام من خلال المنشد زعيتر منصور وأعضاء فرقته، الذين أمتعوا الجمهور من خلال روائع ''الله الله'' و''سيدنا محمد'' وسط إيقاع مميز للدف الذي شد قلوب الجمهور وزاده رهبة بكاء المنشد وهو يؤدي ''سيدنا محمد في الحشر هو الشفيع'' وهي أنشودة من ألبوم ''مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم'' التي تضم 9 أناشيد أبرزها ''غالي غالي''. وقد كان حبل التواصل جد قوي بين المنشد صاحب الصوت الرنان والجمهور خاصة عندما غازله بموال يقول ''قسنطينة شامة فوق الخانة وجسورها كالبدر شامل والحبل والوصل والجسر الذي بيننا ولين أبناء الجزائر ما انقطع وأنا أهجر جميع المدن وأخدم الجزائر''. هذا وقد عاش الجمهور القسنطيني في رحاب الليلة الثالثة من مهرجان الإنشاد أمس مع فرقة ''قوافل الإنشاد'' من سعيدة وفرقة المنشد المغربي رشيد غلام.