في عناق جمع بين ''دار الوصفان'' والرقصات الشعبية الكوبية، اختتمت الأيام الثقافية الكوبية بمسرح قسنطينة الجهوي، في أجواء ميزها البخور التقليدي لدار الوصفان الذي ملأ أرجاء المسرح الجهوي رفقة قرع الطبل والقرقابو. وقد شارك بعض الحضور بالرقص نجوم كوبا، الذين أدّوا رقصات قسنطينية رفقة فرقة ''دار الوصفان''، في ديكور لا يصنع إلا على صخور قسنطينة وجسورها، فكان بمثابة الجسر الذي زاد في تقارب شعبين يجمعهما عشق الحرية ونبد الإستغلال والإستعمار. وأدى البالي الوطني الكوبي المكون من 3 راقصين و3 راقصات، أطيافا متعددة من الفن الشعبي الكوبي تحمل سحر الفن اللاتيني وعطر الكاراييب. ورافق البالي الوطني الكوبي ''الثلاثي دينوه''، المكون من فيكتور أطونيو أوهالورانس موريخون، مايلين مارتيناز ريفيرو وخوزي رونالدو غارسيا، الذين أمتعوا الحضور بأنواع مختلفة من الموسيقى الأمريكو لاتينية على غرار ''الغراشا''، ''البوليرو'' و''التشاتشا''، أما الأغنية التي ألهبت مدرجات المسرحة فكانت ''كوموندانتي شي غيفارا''، التي يحفظها معظم عشاق هذا النوع من الطرب. وقد حط الوفد الكوبي الرحال بقسنطينة يوم الجمعة الفارط، في إطار فعاليات الأيام الثقافية لكوبا بالجزائر، حيث قدم الثلاثي الموسيقي ''دينوه'' دروسا في الموسيقى، في شكل ورشات عمل على مدى ثلاثة أيام لفائدة طلبة معهد الموسيقى بالمعهد الجهوي للموسيقى وجلسات عمل، على مدى يومين لفائدة طلبة الفنون الجميلة بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة. كما أمتع الثلاثي الموسيقي جمهور قسنطينة المتعطش للموسيقى اللاتينية، بعرض موسيقي مرفق ببالي فلكلوري يميز دول أمريكا الجنوبية بالمسرح الجهوي عشية يوم الجمعة، ولم تخل الزيارة من التعريف بالفن التشكيلي الكوبي من خلال تنظيم معرض للفنون التشكيلية بالمسرح الجهوي للفنان خوان أرال رويز كونتينو، الذي عرض أعمالا مستوحاة من الطبيعة والحيوانات الأليفة، إلى جانب معرض للخزف وآخر لصناعة السيغار، الذي يعد من أهم سفراء كوبا في كل أنحاء العالم. وقد قام الوفد الكوبي الذي سيزور باتنة قبل أن يطير إلى العاصمة لاختتام التظاهرة بحضور السفير الكوبي، العديد من المعالم السياحية بقسنطينة على غرار الجسور المعلقة، ضريح ماسينيسا، حيث كان الوفد منبهرا بجمال المدينة رغم برودة الطقس وعدم تعوده على درجات الحرارة المنخفضة.