دعا رئيس مجموعة العقلاء الرئيس الجزائري الأسبق السيد أحمد بن بلة مساء أول أمس إلى جعل السلم والمصالحة هدفا تصبو القارة الإفريقية إلى تحقيقه. وأوضح السيد بن بلة خلال حفل افتتاح الدورة التاسعة لمجموعة العقلاء أن إقرار السلم والمصالحة على مجموع القارة يبقى يشكل حتمية وهدفا يتعين تشجيعه من خلال المساعدة على توفير الظروف المواتية لتجسيده. ومن جهته وصف الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية السيد عبد القادر مساهل ممثل الحكومة الجزائرية في هذا اللقاء مجموعة العقلاء بالمحور الهام والأداة الثمينة في بناء السلم والأمن الإفريقيين. مؤكدا بأن هذه المجموعة وبحكم طبيعتها، تفرض نفسها كمصدر لبعث تصورات وتحاليل استقرائية من شأنها المساعدة على الفهم وتسهيل الاستيعاب وتنوير القرار الجيد، كما اعتبر بأن مساهمة المجموعة تساعد على ترسيخ اللجوء إلى الحوار والوساطة والمصالحة من أجل تسوية الخلافات وامتصاص الأزمات. وبعد أن سجل بأن عمل مجموعة العقلاء يندرج في إطار إرساء مبادئ الحوار واللجوء إلى الوسائل السلمية، أشار السيد مساهل إلى أن السلم والأمن والاستقرار قضايا مرتبطة ارتباطا وثيقا بمبادئ وقواعد الحكامة واحترام الأنظمة الدستورية والوصول إلى السلطة وقبول نتائج الاقتراعات والإرادة الشعبية، مؤكدا في هذا الصدد أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة يولي أهمية كبيرة لكل الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن في القارة، ولاسيما العمل الذي تقوم به مجموعة العقلاء. من جانبه ذكر رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد جون بينغ في مداخلته بالتضحيات الجسام التي بذلها الشعب الجزائري من أجل استرجاع استقلال بلده ودفاعا عن كل القارة الإفريقية، تحت القيادة الاستثنائية للسيد بن بلة الذي يعد أحد مؤسسي منظمة الوحدة الإفريقية، مؤكدا بأن الجزائر كانت دوما في الريادة، فيما يخص المساعدة المقدمة للحركات التحررية الأخرى وكذا ترقية الوحدة الإفريقية. كما أبرز في السياق الدور الحاسم الذي لعبته الجزائر والتزامها الثابت من أجل ترقية القضايا الإفريقية، مستدلا في ذلك بالمساهمة الاستثنائية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الماضي عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية وحاليا بصفته رئيسا للجمهورية، ''حيث نجده دوما في الصفوف الأولى عندما يتعلق الأمر ببذل كل الجهود من أجل ما هو أفضل لإفريقيا''. وعند تطرقه إلى مجموعة العقلاء، أوضح رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أن هذه المجموعة تحتل مكانة هامة ضمن ترتيبات الوقاية من النزاعات، مبرزا أهمية النتائج التي حققتها خلال عهدتها الأولى (ثلاث سنوات)، حيث عملت حول ثلاثة مواضيع هي النزاعات والعنف السياسي المرتبط بالانتخابات، اللاعقاب والسلم والعدالة والمصالحة في إفريقيا وكذا مسألة النساء والأطفال في النزاعات المسلحة. كما أبرز السيد بينغ مساهمة المجموعة في الدبلوماسية الوقائية من خلال مهامها في البلدان التي تخوض مسارات انتخابية. أما الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى الذي دعي من طرف مجموعة العقلاء لحضور اللقاء، فقد ركز في مداخلته على تراجع دور منظمة الأممالمتحدة التي أصبحت حسبه تهمش بالنظر إلى بروز نظام عالمي جديد يدعى العولمة، داعيا في هذا الصدد إلى الحفاظ على دور المنظمات الإقليمية قصد مواجهة تهميش المنظمة الأممية''. للتذكير فإن أشغال الدورة ال9 لمجموعة عقلاء الاتحاد الإفريقي التي تواصلت أمس تجري تحت شعار ''لنتحرك من أجل السلام''، وتتزامن هذه الدورة مع تنظيم ندوة دولية بالجزائر في إطار الذكرى ال50 لإعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة.