أطاحت فصيلة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية للدار البيضاء شرق العاصمة بشبكة وطنية خطيرة مختصة في سرقة السيارات، حيث تمكنت من استرجاع عدد من السيارات في ظرف زمني قياسي لم يتعد ال48 ساعة قدر بعشر سيارات جديدة مع توقيف عنصرين من العصابة، فيما استلمت المقاطعة الأمنية للشرطة القضائية ملف القضية التي تمتد خيوطها إلى عدة ولايات وأطراف خطيرة تستدعي تمديد الاختصاص. وتأتي هذه العملية ساعات فقط بعد قضية تفكيك عصابة لا يزال التحقيق متواصلا بشأنها تنشط عبر عدة ولايات أيضا، بحيث وضعت مصالح أمن العاصمة حدا لنشاط شبكة خطيرة مختصة في سرقة السيارات والشاحنات، امتد نشاطها إلى عدة ولايات، وتم استرجاع 4 سيارات وشاحنتين مقطورتين، كما أن العملية تضاف إلى سلسلة متلاحقة من العمليات المماثلة والتي أشرفت عليها فرق البحث والتحري التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن العاصمة مكنتها من تفكيك شبكات مختصة واسترجاع عدد كبير من السيارات. وحسب مصدر أمني فقد تم توقيف أفراد العصابة الذين كانوا يستعملون سيارة من نوع ''بولو'' بترقيم امني في ''التربص'' بالسيارات قبل سرقتها قبل أن يتفطن مواطن وهو يتفقد سيارته من شرفة بيته لشابين يحاولان فتح السيارة ليسارع نحوهما مستعينا بقضيب حديدي غير أنه لم يتمكن من اللحاق بهما مكتفيا بتسجيل الرقم التسلسلي للسيارة التي هربا بها والتي تشبه أرقامها إلى حد كبير تلك التي يسير بها أفراد الشرطة. ومن هنا بدأت تحريات وتحركات مصالح الأمن التي سرعان ما تمكنت من توقيف السيارة بإحدى الحواجز الأمنية بالحدود الشرقية للعاصمة وعلى متنها عنصرين من الشبكة التي تمتد خيوطها إلى عدة ولايات داخلية لا يزال التحقيق بشأنها ساريا، علما ان الموقوفين من ذوي السوابق العدلية وقد تم توقيفهما وحبسهما في عدة قضايا متعلقة بالسرقة والاعتداءات..وقد كشف التحقيق المعمق مع أفراد العصابة وجود عدد من السيارات المسروقة والمخبأة بعدة أحياء وبأحد المستودعات الخاصة بضواحي الرغاية. ويضيف مصدرنا، أنه تم ركن عدد من السيارات بشكل عشوائي بمواقف متفرقة بالعاصمة والتي بحرسها الشباب بشكل لا يمكن لمصالح الأمن اكتشافها وكشف المصدر بأن كل السيارات المسروقة تحمل أرقاما تسلسلية تشير إلى ان المركبة جديدة أي لعام 2010 وغالبا ما يتم استهداف السيارات الجديدة لعلم الشبكة بتأمينها الشامل ضد جميع المخاطر خاصة السرقة، وبالتالي فإن شركات التأمين تضطر إلى تعويضها للمؤمن. واسترجعت مصالح الأمن كيسا بلاستيكيا اسود مملوءا بسدادات السيارات والتي يتم سرقتها لاستنساخ مفاتيح السيارات المستهدفة وهي إحدى أهم تقنيات السرقة الجديدة التي يتم الاعتماد عليها بالنسبة للسيارات المزودة بشرائح الكترونية والتي غالبا ما يصعب سرقتها غير أن لجوء العصابات إلى تقنية استنساخ مفاتيح هذا النوع من السيارات عن طريق السدادات الخاصة بوقود السيارات والتي سجلت بشأنها العديد من السرقات. وتعد سيارات''شوفرولي'' هيونداي'' وكيا من أهم السيارات التي احتلت صدارة المسروقات في بلادنا بسبب سهولة تشغيلها عن طريق أسلاك كهربائية غير أن تطور سرقة السيارات دفع بالعصابات إلى البحث عن وسائل وطرق أخرى للوصول إلى سرقة السيارات الفخمة وتلك المزودة ببطاقات وشرائح الكترونية والتي كانت تشكل صعوبة أثناء سرقتها. للإشارة تبذل مصالح أمن العاصمة جهودا كبيرة لتفكيك شبكات سرقة السيارات، حيث وضعت حدا لنشاط العشرات من الشبكات المختصة كما تم تبني مخططات واستراتيجيات من قبل مصالح أمن العاصمة لمكافحة هذه الظاهرة التي تعرف تناميا كبيرا، أرجعه المختصون ورجال القانون إلى تساهل المنظومة القانونية والعقابية مع هذا النوع من الجرائم.