يسعى المشاركون في الملتقى الدولي الثاني حول الفكر العقائدي عند العلماء الجزائريين الذي تستضيفه مدينة قسنطينة منتصف جانفي الجاري، الى الكشف عن اسهامات العلماء الجزائريين العقائدية في القرن ال,20 وتأصيل هذا التراث الديني عبر التعريف بهؤلاء العلماء وحمايته ونقله للأجيال القادمة. ويحاول المشاركون في هذا الملتقى الذي تنظمه كلية أصول الدين والشريعة والحضارة الإسلامية لجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، يومي 15 و16 جانفي,2011 بالتعاون مع مخبر البحث في الدراسات العقائدية ومقارنة الأديان، العناية أكثر بالفكر العقائدي عند العلماء الجزائريين بتدوينه وأرشفته باعتباره من أهم الموضوعات وأقدمها في الكتابة، وأكثر من ذلك اعتبار هذا الموضوع أحد روافد الدعوة الى الإسلام والتعريف به، لكونه يشكل فكر الإنسان وسلوكه في واقع حياته العلمية. ويسعى القائمون على تنظيم هذا الحدث الدولي، الى اعداد دراسة وافية ومتخصصة لموضوع العقيدة عند المفكرين الجزائريين واسهاماتهم في هذا الجانب، مع العلم أن الكثير من الفكر العقائدي يبقى مجهولا ولم يستوف حقه من البحث والاستكشاف والدراسة، وعلى هذا الأساس يعمل مخبر البحث في الدراسات العقائدية ومقارنة الأديان، لتقديم ملخص شامل يعرض تاريخ الفكر العقائدي الجزائري قصد تمكين المهتمين والباحثين المختصين من تكوين فكرة واضحة عن هذا الموضوع، بالإضافة الى تهيئة هؤلاء لمباشرة الدراسات العقائدية المعاصرة وتحديد مجالاتها وآفاقها من منطلق مرجعية حاكمية الوحي كتابا وسنة. ومن هذا المنظور، سيشهد هذا الملتقى الدولي الثاني الذي يعنى بالفكر العقائدي عند المفكرين الجزائريين، كيفية تحقيق المواءمة والتجانس بين التجارب عبر التاريخ والتواصل مع جهود السابقين من العلماء والمجتهدين، والاستجابة لتحديات الواقع وما يطرحه من اشكالات عقائدية في عصر الانفتاح على الأفكار والمذاهب والحضارات، وزوال الحدود بين الثقافات وهذا بحكم التطور المذهل لوسائل الاعلام والاتصال. وسيتم اثراء هذه الجوانب الهامة من العقيدة الاسلامية في ثلاث محاور رئيسية، ستحاول خلالها اللجنة المشرفة تحديد الاطار المفاهيمي للفكر العقدي عند العلماء الجزائريين، وكيفية الحفاظ عليه كموروث للأجيال القادمة انطلاقا من رصد التحديات العقائدية المعاصرة في العالم الاسلامي والجزائر على وجه التحديد، إضافة الى تناول بعض المواضيع ذات الصلة كالاحتلال الأجنبي والإلحاد والعلمانية والحداثة والاستشراق والتنصير والصراعات الفكرية والمذهبية الاسلامية. كما سيخصص المحور الثاني لتسليط الضوء على العلماء الجزائريين واسهاماتهم العقائدية، من خلال التطرق لحياتهم الخاصة والبيئة الاجتماعية والثقافية التي ترعرعوا فيها، الى جانب اسهاماتهم العلمية العقائدية وتأثيرها على المحيط والواقع المعاصر. في حين يتناول المحور الثالث والأخير، تحديد مجالات استثمار وتوظيف هذا الفكر في الحياة المعاصرة، من خلال تأسيس وإحياء الرسائل الجامعية وفرق البحث، مع ترشيد وتوجيه العمل الدعوي على مستوى المساجد وترسيخ ثوابت الأمة لتحقيق الوئام الفكري، وأخيرا مقاومة التحديات المعاصرة المقوضة لوحدة العقيدة.