ما من شك أن مطالب المجتمع تتغير بتغير الواقع المعاش وتتكيف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي فإن الاستجابة لهذه المطالب يجب أن تكون بالوتيرة نفسها ليس من ناحية الكم وإنما النوع. ونقصد بذلك كيفية التعامل مع المجتمع من خلال الإصغاء لانشغالاته وتجسيدها في الميدان في شكل مشاريع، وهنا تبرز أهمية دور المنتخبين سواء كانوا محليين أو على مستوى البرلمان. فالمنتخب هو أول من يجب أن يكون قريبا من هذه الانشغالات، وهو الذي يجب أن يتحدث باللغة التي يفهمها الشعب ويفهم لغة الشعب، حتى يكون في خدمة القاعدة التي أوكلته تمثيلها على كافة المستويات. وحري بمنتخبينا أن يغيروا سلوكاتهم ويكونوا في مستوى هذه الثقة وألا يقطعوا الاتصال بمن كانوا وراء تبوئهم تلك المناصب النيابية، ذلك أن الكثير من المنتخبين لا يتفطنون لوجود مواطنين إلا مع اقتراب موعد الانتخابات. فعندما نتحدث لغة واحدة وهي خدمة الجزائر والجزائريين. وعندما يقوم كل واحد بواجبه واضعا المصلحة العامة فوق كل اعتبار، فإننا نجنب البلاد انزلاقات أو انحرافات ونضمن رفاهية المجتمع ونساهم في تمتين اللحمة الوطنية. إن لكل جيل اهتماماته ومطالبه والمطلوب فقط هو مخاطبة كل جيل باللغة والإشارات التي يفهمها حتى يحصل ذلك التناسق وعلاقات الترابط وتتعزز الثقة في الأشخاص والمؤسسات لتكون صمام الأمان ضد أية تجاوزات أو انحرافات في المجتمع.