حتى تكون الاستفادة عامة، قامت جمعية مربي النحل بالتنسيق مع بلدية بوزريعة بإجراء مسابقة حول العسل وفوائده وأنواعه واستخدامه، وقد استهدفت الأطفال وتحديدا تلاميذ المدارس الابتدائية، وذلك بهدف ترسيخ ثقافة العسل كغذاء عند الأطفال منذ الصغر وجعلهم الوسيط الذي من خلاله يتم توعية الأولياء حول أهمية العسل الطبيعي المحلي ودفعهم الى محاربة العسل الأجنبي المستورد. اختتم معرض العسل الذي احتضنته بلدية بوزريعة مؤخرا بإجراء مسابقة حول العسل مست شريحة مهمة من المجتمع ألا وهي شريحة الأطفال، وحول المسابقة حدثنا السيد محمد مالكي مربي النحل من العفرون وعضو بجمعية مربي النحل والمشرف على المسابقة قائلا ''نعكف كمربي نحل على العمل من أجل تغيير النظرة المرسخة حول العسل على أنه علاج وليس غذاء، إذ نجتهد لمحاربة هذه الفكرة بالعقلية الجزائرية من خلال استهداف الأطفال، فالأكيد أن العسل علاج جاء ذكره في القرآن الكريم لا جدال فيه، ولكن العمل على جعله غذاء هو ما نعمل عليه اليوم، وعلى العموم - يضيف - نحن متعودون كجمعية من خلال المعارض التي نقوم بها على إجراء مثل هذه المسابقات، حيث نركز من خلالها على الأطفال لجعلهم يفهمون أهمية تناول العسل كغذاء، وهي فرصة من أجل تثقيف الأطفال بجعلهم يتصلون مباشرة مع المربين ويطرحون عليم كل ما يخطر على بالهم من أسئلة، ولأن الأطفال لديهم مفعول سحري على الأولياء بحكم أنهم يستوعبون كل ما يقدم لهم من معلومات، رغبنا من خلالهم أن نقوم بتغيير نظرة الأولياء للعسل حتى يقبلوا على شراء هذا المنتوج الطبيعي المحلي المكدس لدينا، وحتى نحارب من خلاله العسل المستورد الذي ثبت أنه غير موجه للاستهلاك البشري يقول المربي مالكي''. فيما يستحسن ممثلو التربية وبعض الأولياء المبادرة خصت المسابقة تلاميذ الطور الخامس ابتدائي التابعين لمدرسة محمد هندو ببوزريعة، حيث حضر التلاميذ وكلهم شوق وفضول لمعرفة كل ما يخص النحل والعسل وكيفية تربية النحل. ''المساء'' اقتربت من المعلمة فاطمة الزهراء مفلاح وهي أم لطفلين متمدرسين، وحول أهمية المسابقة الأولى للأطفال قالت ''تعد هذه المسابقة الأولى من نوعها بالنسبة للأطفال، وأعتقد أنها مسألة غاية في الأهمية، خاصة وأنها تثري ثقافة الطفل الذي يأخذ المعلومة من منبعها، أي من عند المربي مباشرة، فالطفل يعرف أن العسل يأتي من النحلة، والكثير من التفاصيل الأخرى حول أنواع العسل وفوائده وألوانه، ويعرف مثلا أن النحلة تتغذى على الزهرة فقط، وبالتالي المعرض بالنسبة للأطفال فرصة للاكتشاف ومعرفة كل ما يخص النحل والعسل، كما أن هذه المعلومات تترسخ في ذهن الطفل ولا ينساها أبدا''. بينما حدثتنا مديرة المؤسسة التربوية السيدة حكيمة قرة حول أهمية هذه المسابقة للأطفال قائلة ''حبذا لو أن كل المعارض التي تقام يخصص فضاء منها للأطفال حتى يتمكنوا من توسيع ثقافتهم بجعلهم يستقون المعلومة من منبعها. وعلى العموم أصحاب هذه المبادرة مشكورون لأنه من خلال المعرض أضفنا للطفل معلومات قيمة حول تربية النحل ومنتوج العسل، كما أن استهداف الأطفال مسألة غاية في الأهمية، لأن الطفل يعتبر وسيلة اتصال مهمة تسهم في رفع ثقافة المجتمع، وكما تعلمون - تضيف المتحدثة - أن الطفل من عاداته يحب إعادة سرد كل ما يسمعه على أهله ومن خلال هذه المسابقة والمعلومات التي استقاها يفيد بها أسرته''، كما استحسن بعض الأولياء المسابقة التي تعد بالنسبة لأطفال بوزريعة الأولى من نوعها. ''المساء'' اقتربت من السيد رياض علالو، وهو ممثل مكتب الثقافة على مستوى بلدية بوزريعة ورب أسرة، حيث حدثنا قائلا ''مثل هذه المعارض والمبادرات التثقيفية لا تهم الأطفال فحسب، وإنما تعود بالفائدة على الجميع، فأنا مثلا أتفرغ من عملي لأقوم بجولة بين العارضين وأطرح الأسئلة حول العديد من الأمور التي أجهلها، وهي فرصة ايضا لأقتني العسل المحلي الطبيعي من مصدره من دون خوف ''وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند عدد كبير من الأولياء الذين توافدوا بأعداد كبيرة على المعرض''. حضور الأطفال كان كثيفا والاهتمام بالعسل كان كبيرا شاركت'' المساء'' الأطفال في المسابقة، حيث رافقتهم في الجولة التي قاموا بها في المعرض واستمعت إلى بعض أسئلتهم التي كانت في مجملها تعكس تارة براءتهم، وتارة أخرى سذاجتهم، وفي أحيان أخرى كانت تعكس مدى ذكائهم وشدة انتباههم. اقتربنا من بعض الأطفال الذين تم توزيعهم على طاولات العارضين على شكل أفواج، تضمن كل فوج خمسة أطفال، حيث التفوا بالمربي وشرعوا في طرح الأسئلة وهم يتذوقون في ذات الوقت العسل، وكان من بين هؤلاء الأطفال البرعمة نور الهدى غانم ذات الخمس سنوات من عمرها، حيث قالت بعفوية ''ساعدني مربي النحل على معرفة بعض فوائد العسل الغذائية وأنواعه التي لم أكن أعرفها من قبل''، بينما قالت الطفلة دنيا مزيان ''اكتشفت في هذا المعرض ألوان العسل التي لم أكن أعرفها من قبل، كما تعرفت على محتوى الخلية التي تتكون من الملكة والذكر والعاملة'' بينما أصرت الطفلة نعيمة شيهب على تدوين كل المعلومات التي عرفتها حول العسل في كراستها التي جاءت بها خصيصا من أجل تدوين كل ما تسمعه عن العسل وقالت ''عندما أعود إلى المنزل سأعيد ذكر كل ما عرفته حول العسل على عائلتي'' بينما حدثنا هيثم أنيس عشاشة البالغ من العمر عشر سنوات حول ما تعلمه من معرض العسل قائلا ''لم أكن اعلم ان العسل يحتوي على العديد من الأنواع التي تختلف باختلاف الغذاء الذي ترعى منه النحلة، ولم أكن اعرف ايضا ان العسل يحتوي على العديد من الألوان وأنه أفضل غذاء. الى جانب كونه علاجا ذكره الله في القرآن''. وعلى الرغم من أن بعض الأطفال كانت لديهم بعض المعلومات القليلة حول العسل مثل الطفل أنيس بن منصور إلا أن هذه المسابقة سمحت له بتوسيع ثقافته حول العسل، إذ أن جده مربي نحل، إلا انه لم يكن يعلم بعض الأمور حول الشمع كما أن المعرض سمح له - يقول - بالتعرف على أنواع أخرى لم يكن يعرفها''. للإشارة انتهت المسابقة بتوزيع جوائز رمزية على الأطفال الذين أجابوا إجابات صحيحة حول الأسئلة التي تمحورت في مجملها حول قيمة العسل الغذائية، وأنواعه، واستخداماته وفوائده، وتمثلت الجوائز في علب من العسل حتى تكون الفائدة صحية للأطفال.