وضعت السيدة ''زليخة بودريس'' نصب عينها المرأة الجزائرية، حيث اعتبرتها القضية التي تستحق من أجلها أن تنذر ما تبقى من حياتها من اجل إعادة الاعتبار لها وتحويلها الى امرأة عصرية بكل المقاييس، حيث تساعدها على تلقي تكوين جيد وتفتح أمامها آفاقا واعدة لتتحول من سيدة ماكثة بالبيت أو عاطلة عن العمل إلى سيدة مجتمع راقية تستحق التقدير والاحترام، ومن اجل هذا أسست جمعيتها التي حملت اسم ''جمعية الوفاق لترقية المرأة '' وتعتقد أن الأوان قد حان لتلتفت المرأة الجزائرية لنفسها وتثبت وجودها. استضافت رئيسة جمعية وفاق لترقية المرأة ''المساء'' في مقر جمعيتها المتواضع الكائنة بباش جراح، حيث دردشت معنا حول واقع المرأة الجزائرية وما تتمتع به من قدرات كامنة تبحث عمن يفجرها، إذ حدثتنا السيدة دريس عن بداية الجمعية التي لا تزال فتية اذ لا يتجاوز عمرها الزمني السنتين قائلة ''منذ نعومة أظفاري وأنا أفكر في السبيل الذي أتمكن من خلاله للوصول للمرأة الجزائرية ومساعدتها حتى تتمكن من تحقيق أهدافها وطموحاتها، وبالفعل بعد أن انتهيت من آداء رسالتي العائلية حيث علمت أولادي وأمنت مستقبلهم بات لدي الكثير من وقت الفراغ فقررت أن استثمره لخدمة المرأة الجزائرية التي أكن لها الكثير من الاحترام والتقدير لما تحمله من صفات الصبر والكفاح والتطلع للأفضل، ولأن لدي أفكارا مسبقة حول اهتمامات المرأة الجزائرية وما ترغب في تعلمه، أسست جمعيتي المتواضعة التي سرعان ما ذاع صيتها في مختلف أنحاء الوطن لسمعتها الطبية ولجودة النشاطات التي تؤمنها للمرأة، لذا أعتبر أن الجمعية ما هي إلا إضافة للنقائص التي تعانيها المرأة الجزائرية''، وحول أهم النشاطات التي أدرجتها الجمعية أضافت المتحدثة بحماس كبير قائلة ''الجمعية توفر للمرأة الظفر بتكوينات مختلفة بناء على رغبتها إذ تؤمن الجمعية تخصص الحلاقة والتجميل، والطرز، والخياطة، وفن تنسيق الورود إلى جانب محو الأمية، وأتطلع لإدراج الإعلام الآلي والانترنت حتى تتمكن المتربصات من اقتحام عالم التكنولوجيا وتكوين سيدة مجتمع بكل المقاييس الحديثة، لأني أرغب في أن تخرج المكونات من جمعيتي بتكوين جيد يؤهلها لان تقتحم عالم الشغل وتسهم في فتح آفاق شغل واعدة لغيرها، وهو ما شجعني عليه وزير التكوين المهني الهادي خالدي في واحد من الاجتماعات التي جمعتني به بصفتي نائبة الرئيس بالفدرالية الحرفية للحلاقة والتجميل، حيث طرحنا مشروع الجمعية الوطنية للحلاقين الجزائريين ''. تستقطب الجمعية الكثير من الفتيات وحتى السيدات الماكثات بالبيت بحثا عن سبل لتعلم بعض الحرف من اجل القيام ببعض المشاريع الناجحة، وحول هذا المسعى قالت السيدة دريس ''تستقبل الجمعية عددا كبيرا من الماكثات بالبيوت اللواتي يرغبن في تعلم بعض الحرف لاستثمار الوقت المتبقي بعد الانتهاء من الواجبات المنزلية بينما تقصدنا الجامعيات طلبا للشغل حيث تقوم الجمعية بتوجيه الجمعيات الى ما هو متوفر من قنوات الشغل كما ننصحهم بضرورة تعلم الحرف حتى تكون بمثابة سلاح للفتاة تحمي به نفسها، ولكي لا تظل عاطلة عن العمل، ولدينا في هذا العديد من السيدات الناجحات اللواتي أثبتن قدراتهن على العطاء، كالسيدة بوخاري التي التحقت بالجمعية مؤخرا وخضعت لتربص في الحلاقة على اعتبار أن لديها موهبة في الحلاقة، وتنوي بعد أن تحوز على الشهادة أن تفتح محلا للحلاقة تخصص جزءا منه لتكوين الفتيات والجزء الآخر من أجل تشغيل الراغبات في العمل. الدعم المادي مطلب الجمعية لترقية المرأة الجزائرية كباقي الجمعيات التي يصب نشاطها في خدمة بعض شرائح المجتمع وجدت جمعية وفاق لترقية المرأة حيث جعلت رئيس الجمعية هدفها اجتماعيا بالدرجة الأولى واستبعدت الجري وراء المكاسب المادية، لأن رغبتها في تغيير واقع المرأة الجزائرية دفعها إلى تأمين مستلزمات بعض التخصصات من منزلها، حيث جاءت بالعديد من الأجهزة من منزلها حتى تتمكن المتربصات من تلقي تكوينها وتقول ''أنشأت الجمعية بمساعدة من بعض الأصدقاء وأنفقت عليها من حر مالي من اجل تأمين العتاد والأجهزة المطلوبة في مختلف الأنشطة، وهدفي الوحيد هو تمكين المرأة الجزائرية من الحصول على تكوين راق، إذ أشرف شخصيا على تكوين المتربصات في مجال الحلاقة والتجميل كوني حلاقة، كما أوجه نداء الى جميع الماكثات بالبيوت من اللواتي يمارسن بعض الحرف ولا يجدن سوقا لبيع منتجاتها القدوم للجمعية. من أجل عرض المنتوج من خلال المعارض التي أنظمها أسبوعيا حتى أفتح للمرأة فضاء يتسنى لها من خلاله الاحتكاك بغيرها من الحرفيات وتبادل الخبرات وتكوين العلاقات التي عن طريقها يمكن لها أن تتحول إلى صاحبة مشروع وتسهم في امتصاص البطالة، إلا أن العقبة الكبرى التي تؤرق الجمعيات تقول السيدة دريس متأسفة هي غياب الدعم المادي الذي يمثل الركيزة الأساسية لمختلف نشاطات الجمعية وتقول ''حبذا لو أن وزارة التضامن والأسرة وكذا الخواص من الميسورين أن يلتفتوا لمثل هذه الجمعيات ويدعموها ماديا، لاسيما وأن نشاطاتها تصب في خدمة الصالح العام وتلبي احتياجات فئة كبيرة خاصة السيدات الماكثات بالبيوت اللواتي يعتبرن الجمعيات المتنفس الوحيد لإخراج مكبوتاتهن ودعم المرأة الجزائرية والدفع بها إلى الأمام.