سجلت ولاية قسنطينة خلال السنوات الأخيرة في قطاع الشباب والرياضة قفزة نوعية، من حيث عديد المشاريع التي استفاد منها القطاع والتي لم تسجلها الولاية منذ الاستقلال، حيث استفادت قسنطينة في الثلاث سنوات الأخيرة فقط من غلاف مالي لقطاع الشباب والرياضة جاوز 300 مليار سنتيم لإنجاز العديد من المشاريع التي من شأنها التنفيس على الشباب والسماح لهم بتفجير طاقاتهم ومواهبهم، ولإيمانها بمدى أهمية هذه المشاريع خاصة الجوارية منها، برمجت الولاية العديد من المشاريع الأخرى التي من شأنها أن تكون بمثابة خزان للفرق المحلية وحتى الوطنية في مختلف الرياضات، ورغم ما تحقق وما برمج إلا أن شباب الولاية يطالب بالمزيد من هذه المشاريع وتقريبها من الأحياء السكنية، ولم يأخذ في الحسبان هذا الغلاف المالي المشروع الضخم المتمثل في المركب الرياضي الذي من الممكن أن تصل ميزانيته لوحده حوالي 3000 مليار سنتيم. المركب الرياضي أضخم وأهم المشاريع المسجلة في ظل الوضعية الراهنة والصعوبات التي تصادف الأندية القسنطينية خاصة في مجال كرة القدم، من نقص فادح في ملاعب التدريب وملاعب إجراء المقابلات الرسمية، حيث تضطر أكبر فرق المدينة والممثلة في فريقي المولودية والشباب القسنطينيين اللذين ينشطان بالرابطة الاحترافية الثانية وكذا جمعية الخروب الناشط بالرابطة الاحترافية الأولى إلى تحويل تدريباتها خارج المدينة أو تغيير تاريخ استقبال ضيوفها إذا تصادف هذا التاريخ مع استضافة فريق آخر على أرضية ميدانه بقسنطينة، طرح بشدة مشروع مركب رياضي آخر بقسنطينة يضاف إلى مركب الشهيد حملاوي الذي أصبحت أرضيته لا تتحمل الضغط الكبير، حيث أعلن الوالي السابق عبد المالك بوضياف وبمباركة من أعلى السلطات عن مشروع ضخم في إطار مشاريع التنمية للخماسي 2010 2014 والذي استفادت منه الولاية في قطاع الرياضة وهو عبارة عن مركب رياضي كبير بقطار العيش يتسع لأكثر من 50 ألف متفرج من شأنه فك الخناق عن ملاعب قسنطينة، حيث وصف السيد عبد المالك بوضياف الذي كان المسؤول الأول عن الولاية هذا المشروع آنذاك بمركب عش النسر. مؤكدا أنه سيكون على شاكلة ملعب عش النسر ببكين عاصمة الصين التي احتضنت الألعاب الأولمبية سنة .2008 ''المساء'' حاولت معرفة أين أصبح هذا المشروع الضخم وكم سيستغرق من وقت ومتى سيكون في الخدمة، خاصة بعدما تمت تهيئة المكان الذي سيستقبل المشروع بمنطقة قطار العيش بعدم إخلائه من بائعي الخردوات الذين تم تحويلهم إلى منطقة الدوامس بعين أعبيد. 120 مليار سنتيم كميزانية أولية أكد مدير الشباب والرياضة بولاية قسنطينة أن المرحلة الأولى من مشروع المركب الرياضي الذي سيكون بالمدينةالجديدة علي منجلي انتهت خاصة بعدما انتهت اللجنة الوطنية للصفقات من إعداد دفتر الشروط والمصادقة عليه وبذلك أعطت الضوء الأخضر للإعلان عن المناقصة الدولية التي تقدم إليها 23 مكتب دراسات. وأضاف مدير الشباب والرياضة بقسنطينة أن الميزانية الأولية لهذا المركب حددت ب120 مليار سنتيم ولكنها قابلة للزيادة إلى حدود 300 مليار سنتيم حسب متطلبات المشروع والدراسة المختارة لإنجازه، خاصة وأن المركب سيضم ملعبا معشوشبا طبيعيا يضاف إليه ملعب ملحق بنفس نوعية العشب المختارة، فندق بحوالي 200 سرير، قاعة متعددة الرياضات تتسع ل5000 متفرج، قاعات رياضية للفنون القتالية والرياضات الفردية. كما سيضم المركب الذي سيتربع على مساحة تتراوح بين 35 و60 هكتارا، مركزا للرياضة المائية يضم عددا من المسابح للسماح لعشاق هذه الرياضة بإشباع رغباتهم وللرياضيين بالتألق مجددا، خاصة في ظل غلق المسبح الأولمبي ''سيدي مسيد'' وكثرة الضغط على المسبح الأولمبي بمركب الشهيد حملاوي. مشكل فصل الدراسة عن الإنجاز أكد العديد من المختصين في مجال البناء وإنجاز المشاريع الكبرى أن فصل ملف مشروع الدراسة عن مشروع الإنجاز سيكون في غير صالح المشروع، خاصة إذا علمنا أن الدراسة ستأخذ لوحدها بين 6 و12 شهرا، وبعملية حسابية بسيطة فإن مشروع الدراسة سيكون جاهزا في حدود سنة 2012 قبل الشروع في الإنجاز، وقد كان من الأجدى حسب هؤلاء المختصين ربط الدراسة بالإنجاز حتى يتم ربح الوقت من خلال إعداد مناقصة واحدة ومتابعة واحدة بدلا من مناقصتين منفصلتين ومتابعتين منفصلتين. وحسب المختصين في البناء فإن المشروع كان سيربح على الأقل سنة في مدة الإنجاز النهائية لو تم ربط مشروع الدراسة بمشروع الإنجاز والتنفيذ. المركب الرياضي لن يكون جاهزا قبل 2014 وفقا للمعطيات سابقة الذكر وحسب تأكيد المختصين وحتى المسؤولين بقسنطينة فإن المركب الرياضي الضخم الذي سيضفي بعدا جماليا واقتصاديا للولاية ويرقى بالرياضة المحلية وحتى الوطنية، فإن المشروع يتطلب وقتا كبيرا ولن يكون جاهزا للخدمة في أحسن الأحوال قبل سنة ,2014 وعلى سكان قسنطينة خاصة الرياضيون منهم الصبر قليلا حتى يروا هذا المشروع الذي وصفه مدير الشباب والرياضة بالولاية بمثابة الهدية الرائعة التي استحقتها قسنطينة والتي ستتحول من خلالها إلى عاصمة جهوية وحتى وطنية للرياضة حسب تأكيد ذات المسؤول الذي اعترف بأن مهمة إنجاز هذا الصرح الرياضي ستكون صعبة ولن تكون بالمهمة السهلة.