فكرة إنشاء مصنع لتركيب السيارات في الجزائر قديمة قدم العصر الذهبي للصناعات الميكانيكية المتمثلة في سوناكوم الرويبة. والحديث عنه بقي مستمرا إلى اليوم حيث أصبحت الجزائر من أكبر أسواق السيارات باختلاف أنواعها وبلاد منشئها. ورغم أن التركيز في البداية كان على السيارات الفرنسية والالمانية والإيطالية فإن ظهور صناعة السيارات الآسيوية قد شد أنظار المعنيين عندنا بهذا القطاع، ولعل الرغبة الكورية الجنوبية أمس في إنشاء مصنع لتركيب السيارات خير دليل على ذلك. وما يجب التذكير به في هذا الإطار هو أن إمكانية تجسيد هذا المشروع من عدمها قد أسالت الكثير من الحبر منذ ظهور الفكرة لارتباطها بعدة عوامل لم تكن متوفرة وعلى رأسها تصنيع مختلف قطع الغيار المكملة لتركيب السيارات والتي تتم عن طريق المناولة لأن استيرادها -كما يقول المختصون- هو ما يرفع سعر السيارة بما يجعلها أقل تكلفة. وبالتالي فإن العمل الجبار الذي ينبغي أن يتجسد هو بعث صناعة قطع الغيار التي تدخل في تركيب السيارات سواء بمبادرات محلية أو عن طريق شراكة مع مؤسسات أجنبية لوضع قاعدة صحيحة تمهد لإنشاء مصانع لتركيب أو تصنيع السيارات في الجزائر، باختصار توفير البيئة الملائمة للمشروع. ولا يختلف اثنان في أن صناعة قطع غيار السيارات توفر من مناصب العمل ما لا يمكن أن يوفره مصنع تركيب لأنه يعتمد بالدرجة الأولى على الإنسان الآلي ويتطلب يدا عاملة عالية التكوين. ومع ذلك ففكرة إنشاء مصانع لتركيب السيارات فكرة تستحق كل التقدير لأنها تساهم في بعث الصناعات الميكانيكية بالجزائر التي قطعت شوطا كبيرا في التأسيس لها قبل أن تتراجع في منتصف الثمانينات.