يواجه مشروع انجاز 146 مسكنا اجتماعيا بقرية تمضيقت ببلدية مكيرة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب شرق ولاية تيزي وزو، والموجه لإسكان العائلات القاطنة بالحي القصديري تمضيقت، عدة عراقيل حالت دون تجسيد المشروع في الميدان، وحسبما صرح به رئيس بلدية مكيرة السيد فاهم محند الشريف ل''المساء''، فإن عملية انجاز المشروع مرهونة بتضافر جهود عدة جهات. وذكر المتحدث أن هذه القرية كانت تأوي عائلات تم إسكانها منذ ,1958 حيث شيدت لها السلطات الاستعمارية آنذاك أكواخا على قطعة أرضية ملك لأحد الخواص أطلق عليها اسم ''تمضيقت'' (بمعنى مكان معزول)، ومع مرور السنوات تضاعف عدد القاطنين بهذه الناحية إلى أن بلغ 146عائلة تعيش عزلة تامة. مشيراً أنه طلب من السلطات الولائية التدخل وبرمجة مشروع سكني لضمان حياة ملائمة للعائلات والقضاء على هذا الحي القصديري المشوه للنسيج العمراني. موضحا أن المصالح الولائية استجابت للطلب فأوفدت إلى القرية لجنة ولائية بغية معاينة الأوضاع وحررت تقريرا بشأن ذلك. وأضاف السيد فاهم محند الشريف، أن البلدية عملت على إدماج المنطقة ضمن المناطق المبرمجة للاستفادة من برنامج القضاء على الأحياء القصديرية، وتم تدعيمها بمشروع انجاز 146سكنا اجتماعيا لفائدة العائلات، غير أن المشروع لم يجسد إلى يومنا هذا، بسبب عدة عراقيل، منها معارضة ملاّك الأرض المطالبين السلطات بتعويضهم عن هذه القطعة الأرضية التي سلبتها منهم السلطات الإستعمارية، فيما يؤكد سكان تمضيقت أن الادارة الإستعمارية عوضت أصحاب الأرض آنذاك. وما عقد الأمور هو أن العائلات لا يمكنها الاستفادة من برنامج السكنات الريفية، نظراً لعدم توفرها على شهادة الحيازة أو الملكية التي تعد شرطا أساسيا للاستفادة من المساعدة المقدرة ب 70 مليون سنتيم، وفي هذا السياق، كشف رئيس البلدية، أن مديرية البناء والعمران للولاية ترفض أيضا منح العائلات رخص البناء كون هذه الأخيرة لا تحوز عقود الملكية، ومن جهتها ترفض العائلات أن يتم تحويلها إلى سكنات أخرى، حيث طالبت بإنجاز المشروع بالقطعة الأرضية المذكورة، خاصة وأن المسؤولين دعموها بعدة منشآت خاصة منها التعليمية. وقال مسؤول بلدية مكيرة، أن مصالحه عمدت إلى اقتراح حل بديل، بتخصيص قطعة أرضية واقعة بنواحي مقر البلدية من شأنها أن تستقبل أي مشروع سكني، إلا أن المشكل يتجاوز بكثير إمكانيات البلدية، وعليه تناشد البلدية وسكان تمضيقت المسؤولين التدخل لترحيلهم إلى سكنات لائقة لتوديع الأكواخ التي اتخذوها لأزيد من نصف قرن مأوى لهم.