تحتضن الجزائر يومي 22 و23 مارس الجاري الملتقى الدولي الأول حول الإرهاب، يحضره خبراء من منظمة الأممالمتحدة وصحفيون مهتمون بهذه الظاهرة العابرة للحدود والتي تمس كامل الأديان والمعتقدات· سيحتضن فندق الأوراسي فعاليات هذا الملتقى المنظم من طرف الجمعية الوطنية لضحايا الإرهاب· قالت السيدة فاطمة الزهراء فليسي الأمينة العامة للجمعية الوطنية لضحايا الإرهاب أمس بمنتدى المجاهد إن تنظيم مثل هذا الملتقى من طرف جمعية تنتمي للمجتمع المدني يعتبر الأول من نوعه، مشيرة إلى أنه تمّ تحديد 14 محورا يناقشه على مدى يومين خبراء وطنيون وأجانب يمثلون كل من فرنسا، ايطاليا، مصر، باكستان وبلدان من القارة السمراء دون تحديدهما· وتدور عناوين المحاضرات إجمالا حول الأمن والشعور بالمواطنة في مواجهة الإرهاب،الآثار النفسية والاجتماعية لظاهرة الإرهاب على المجتمع، تدخل المجتمع المدني في التصدي ومواجهة الإرهاب، مواثيق المصالحة الوطنية ودورها في امتصاص امتدادات ظاهرة الإرهاب وكذا ظاهرة الانتحاريين كمنعرج آخر للإرهاب واعتمادها على التغرير بالشباب والمراهقين كأبطال لتنفيذها· سيناقش هذا المحور خبراء في علم النفس والاجتماع لإيصال فكرة أن قتل الأبرياء بدء بقتل النفس لا يعني الجنة وإنما هو عمل مخالف للدين عموما· ومن المنتظر أن تعرف أشغال هذا الملتقى تنظيم 5 ورشات عمل تدور مواضيعها حول المجتمع المدني والإرهاب، الأمن ومكافحة الإرهاب، الآثار السوسيواقتصادية لظاهرة الإرهاب على الدول وموضوع خارطة المصالحة الوطنية في امتصاص امتدادات هذه الظاهرة مع تقديم الجزائر كنموذج لتطبيق هذه السياسة· وسيخرج المشاركون بتوصيات تتحدد على ضوئها أجندة أعمال مستقبلية حول الموضوع· و قالت السيدة فليسي إن اختيار تاريخ 22 و23 مارس لتنظيم هذا الملتقى لم يأتي صدفة وإنما جاء تخليدا لذكرى أول مسيرة شعبية خرج فيها الجزائريون في 1992 للتنديد بالإرهاب بعد مقتل 5 أعوان أمن في نفس التاريخ بالعاصمة· جدير بالذكر أن هذا الملتقى الدولي الأول حول ظاهرة الإرهاب ترعاه شركات سوناطراك، سونلغاز، الجزائرية للطيران والشركة الجزائرية للتأمينات· وتعتبر الجمعية الجزائرية لضحايا الإرهاب الوحيدة في الدول العربية، حيث انفردت الجزائر بكونها أكثر الدول العربية تضررا من الإرهاب· وتشير الإحصائيات أن عدد ضحايا الإرهاب قد بلغ ما يزيد عن مائة ألف رجل وامرأة وطفل، ولذا تشكلت هذه الجمعية التي تضم أسر الضحايا الذين يصل عددهم إلى حوالي نصف مليون شخص تقريبا، وقد بادرت الجمعية بعقد هذا المؤتمر غير المسبوق لتعبئة الرأي العام الوطني والدولي لمواجهة هذه الظاهرة وتثبيت قواعد المجتمع المدني وربطه بالمنظمات الدولية المهتمة بهذه القضية·