شرع مكتب الخدمة الوطنية بباب الواد بالعاصمة منذ السادس من مارس الجاري في استقبال الشباب المعني بقرار رئيس الجمهورية الأخير والقاضي بإعفاء البالغين من العمر 30 سنة فما فوق من واجب الخدمة الوطنية والتجنيد. وأكد أحد مسؤولي المكتب ل''المساء'' أن العملية تجري في ظروف عادية ومحكمة وهو ما سجلناه بعين المكان. وقد بدأت جموع الشباب المعني بتدابير قرار الإعفاء بالإقبال على المصلحة بأعداد معتبرة قادمين من ثلاث ولايات هي تيبازة، بومرداس والجزائر وهم مرفقين بملفاتهم التي ستخلصهم فور تقديمها وإتمام الإجراءات المقررة من عبء لا طالما شغلهم وفوت عليهم العديد من الفرص. وأكد لنا احد الأعوان بمكتب التجنيد للعاصمة أن هذا الأخير يفتح أبوابه يوميا على الساعة السابعة صباحا ليتسنى للشباب القيام بإجراءاتهم في أحسن الظروف. موضحا بأن العملية تجري في ظروف محكمة وهادئة. وحسب بعض الشباب الذين التقيناهم بعين المكان خلال الأيام الأولى من بداية عملية استلام الملفات فإن الحصول على ''البطاقة الصفراء'' كما يسميها الشباب تعني أن أبواب كثيرة ستفتح أمامهم لاسيما تلك المتعلقة بالشغل فضلا عن الارتياح النفسي الذي يشعرون به جراء هذا الإعفاء بعد أن كانوا يشعرون بدين ثقيل كان على عاتقهم يفكرون فيه ومتى سيدفعونه. ويرى (كريم .ب) من العاصمة الذي سيبلغ الثلاثين من العمر شهر أوت المقبل أن خبر الإعفاء الذي تضمنه قرار رئيس الجمهورية أثلج صدره ومعه أسرته، بحيث أنه فوت العديد من فرص العمل بسبب عدم أداء الخدمة الوطنية هو الذي كان يزاول دراسته وبعدها جاءت فترة التكوين المهني.''أنا اعتبر نفسي محظوظا للغاية كون أنني في حاجة ماسة للعمل نظرا لظروف عائلتي الصعبة وإمكانياتها المادية المتواضعة جدا'' يقول من جهته (محمد.م) الذي وجه شكرا خاصا للسيد رئيس الجمهورية على مبادرته التي ستساهم -كما قال- في حل مشاكل العديد من الشباب الذين لم يتمكنوا من أداء واجبهم وهم في السن القانوني لعدة أسباب من بينها الدراسة. نفس الانطباع وجدناه لدى الشباب الذي تحدثنا إليهم، حيث تمحورت كلها حول نقطة واحدة هي الشغل وفرص العمل، وفي هذا الشأن لم يخف (شريف. س) القادم من ولاية تيبازة تفاؤله بما هو قادم -كما قال- لأن القرار جاء في الوقت المناسب وفي الظرف الذي كان العديد من الجزائريين الشباب في أمس الحاجة إليه كونه يسمح لهم باتخاذ خطوات هامة في حياتهم دون أن يشعروا بفوات الأوان. وأضاف الشاب أن قرار رئيس الجمهورية المتعلق بتسوية بطريقة نهائية وضعية الشباب البالغة أعمارهم 30 سنة وما فوق تجاه واجبات الخدمة الوطنية يعكس التزام السلطات العمومية بالتكفل بمختلف انشغالات هذه الفئة من المجتمع. كما أنه وحسب أحد الشباب الذين التقيناهم فإن رئيس الجمهورية باتخاذه قرار الإعفاء قضى على جملة من العراقيل التي كانت تحول دون حصول الشباب البالغ سن الثلاثين فما فوق والمؤهل لتأدية خدمة وطنية ولم يؤدها بعد على مناصب شغل. حيث سيتمكن كل شاب لم يتمكن في وقت سابق من الحصول على منصب شغل بسبب اشتراط بطاقة الإعفاء من الخدمة العسكرية من الحصول على عمل ومن الاستفادة من مختلف الإجراءات التي جاء بها مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير. كما أن قرار الرئيس الرامي إلى الإعفاء من تأدية الخدمة الوطنية سيمس أكبر عدد ممكن من الشباب العاطلين عن العمل. ويرى المتتبعون أن قرار رئيس الدولة يضاف إلى القرارات الأخرى التي اتخذت خلال مجلسي الوزراء الأخيرين لصالح الشباب، لاسيما في مجال الحصول على العمل والسكن. وأكدوا من جهة أخرى أن تسوية وضعية الشباب تجاه واجبات الخدمة الوطنية ستضمن لهم بالتأكيد المزيد من الفرص في بحثهم عن مناصب شغل مستقلة ودائمة.