أكدت الصحف المغربية أن منتخب بلادها أهدر فرصة ثمينة لتحقيق الفوز على الجزائر، وخسر بهدف نظيف على ملعب 19 ماي بعناية، في الجولة الثالثة من تصفيات المجموعة الرابعة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 المقررة في الغابون وغينيا الاستوائية، منتقدةً عدم قدرة إيريك غيريتس مدرب الفريق المغربي على قراءة أحداث المباراة. وتناولت صحيفة '' المنتخب '' خبر الهزيمة على صدر صفحتها الأولى بعنوان ''سقطنا في الفخ''، وقالت أن الخطوة الرسمية الأولى التي كانت تمثل لكثيرين فرصةً لقراءة أفكار البلجيكي إيريك غيريتس وأي عتادٍ يحمله في مخيلته الفنية والخططية، لم تكن موفقة؛ إذ أخطأ في تكييف ما تبقى من فصول المباراة لصالحه، ليخسر (أسود الأطلس) أمام المنتخب الجزائري. وأضافت: ''إنها ساعة الجد التي دقت من ملعب 19 ماي بخصوص المدرب الأكثر شغلاً للناس وإثارةً للجدل قبل مقدمه؛ فهو كان مدعوًّا بعد ستة أشهر كاملة على تنصيبه مروضًا ل''الأسود''، إلى تقديم أوراق اعتماده وتبرير سبب الاختيار وطرح أسهمه في بورصة النقد والتقييم في محك المكاشفة. وتابعت الصحيفة: ''انتظرنا أن يفتح غيريتس جَعْبته، وأن يباغتنا بورقة أوورقتين من بنات أفكاره تبدد كل التخمينات والترشيحات التي قدمت التشكيل الرسمي ل (الأسود)، بيد أنه بدا كأنه راضٍ بالإرث والتركة، فجاءت وصفته مع الظهور الأول باردة بلا توابل ولا إثارة''. وقالت الصحيفة أيضا أن مسؤولية غيريتس في أنه إلى الآن لم يضع بصمته على الفريق الوطني، فقد تحول لتوه من مدرب للنادي إلى مدرب منتخب، وهذا التحول يحتاج إلى ثورة ذهنية وفكرية، إذ مع الأندية يكون هامش الخطأ كبيرا لوجود مباريات للتعويض، أما مع المنتخبات فهذا الهامش يتقلص، بدليل أن هزيمة المغاربة بعنابة عقدت نسبيا الأمور وجعلت تأهلهم صعبا ويحتاج إلى مجهود خرافي خلال آخر ثلاث مباريات، فلم يعد هناك مجال للخطأ. وأوضح صاحب المقال قائلا : ''مسؤولية غيريتس الأخرى هي التي ستبدأ من اليوم عندما يجلس إلى نفسه ليقرأ بإمعان وبتمعن ما حدث بعنابة، ويلقي بشجاعة كاملة اللوم على نفسه قبل أن يلقي به على لاعبيه أو على الظروف.. فاللاعبون هو من اختارهم وفق ضوابط وقناعات والظروف هو من كان عليه أن يحد منها، ومن ثم يحضر نفسه لمواجهتها''. مضيفا: ''مسؤولية غيريتس أصبحت اليوم جسيمة، فإما أن يجعلنا عن قريب نثق بقدرته على أن يصنع لنا فريقا وطنيا قويا بأن يبحث له عن أظهر دفاعية وأخرى هجومية، وبأن يبحث له عن أسلوب لعب يتطابق مع إمكانياته ويرفعه الى مستويات عالية، ولا يكون بالهشاشة التكتيكية التي كان عليها أمام الجزائر، وإما يجعلنا نثق بعجزه الكامل عن مطابقتنا مع إمكانياتنا ويكون من الأريح لنا وله أن ننفصل". أما صحيفة ''المساء الرياضي'' فتناولت المباراة تحت عنوان ''غيريتس أضاع أسهل فرصة''، وقالت إن الهزيمة ليست نهاية العالم، لكن بعد تسجيل المنتخب الجزائري هدف السبق في الدقيقة الخامسة، لم نَرَ أثرًا للمدرب''. مؤكدةً أنه في مثل هذه المواجهات تبرز حنكة المدرب وقدرته على قلب الموازين. وأضافت: ''لم يغير المدرب أسلوب اللعب، ولم يلعب بعقلية المنهزم الذي يبحث عن التعادل، بل بدا كمن استنجد بتكتيك معلب؛ لأننا لم نلمس تغييرات، ولم يرسل إلى منافسه إشارات تثبت حضوره".