افتتح نهاية الأسبوع برواق ديدوش مراد، معرض جماعي لبعض مبدعي العاصمة الذين حاولوا إحياء تراث ثقافي عاصمي كادت السنوات أن تمحيه من الذاكرة. تتصدر أعمال كثيرة بهو الرواق وكلها إبداعات يدوية تمثل جزءا من الصناعة التقليدية العاصمية أغلبها من الطرز الفني، هذا الأخير الذي تجاوز الاستعمالات التقليدية ليجسد في لوحات مطرزة تحمل رسائل فنية مختلفة. في حديثها ل»المساء«، أشارت السيدة حسناوي المسؤولة عن المعرض، إلى أن المبادرة تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة ومحاولة لنشر »الطرز الفني« على مستوى أوسع يتجاوز الاستعمال التقليدي البسيط، مع مراعاة طبعا كل الخصوصيات والمعالم العاصمية التي لا توجد في منطقة أخرى، سواء داخل أو خارج الوطن. كما أكدت المتحدثة أن هذا المعرض هو دعوة للزوار لإعادة اكتشاف هذا التراث وأيضا لاستقبال من يريد تعلم هذه الصنعة على أصولها العاصمية كي لا تضيع أو تنسى. المعرض الذي تدوم فعالياته الى غاية 01 أفريل يضم ممثلين عن 81 مركزا خاصا بتعليم هذا التراث بكل أبعاده الفنية والتقنية، وكلها من ولاية الجزائر يشرف عليها السيد رشيد شايب وتضم حوالي 0051 متربص يتحلصون على شهادات رسمية بعد دراسة وتخصص لفترة تتراوح بين 9 و81 شهرا. للإشارة، يشهد المعرض توافدا من بعض الزوار، خاصة السيدات اللواتي أشرن ل»المساء« الى أنهن تذكرن صنعة الجدات بعدما طال هذه الصنعة النسيان أمام الزحف الصناعي، كما استرجعن بعض التقنيات العاصمية الخاصة بهذه الصنعة منها »الغرزة« »لا كروا«، »الكروشي«، الألوان المعروفة في القصبة، مثلا كالأزرق لون البحر، والوردي لون العرائس، علما أن أساس أي رسم أو طرز يكون بلون فاتح أغلبه الأبيض أو »البايج«. أما السيد علي مساعدية المسؤول عن الفنون التشكيلة بمؤسسة فنون وثقافة، فقد أكد ل»المساء« على أهمية هذا المعرض الذي يبرز مواهب الشباب، كما يبرز جهود تجمع مراكز كاكبة، وهي مراكز تكوين تابعة للمجلس الشعبي الولائي للعاصمة وتنشط كمؤسسة ثقافية مستقلة مثل مؤسسة فنون وثقافة. المراكز منتشرة عبر العديد من مناطق العاصمة منها باب الوادي، بلوزداد، القبة، الأبيار وغيرها، وهي تقدم في مثل هذا الوقت من كل سنة آخر إبداعات طلبتها خلال عام من الاجتهاد والإبداع، وأيضا في محاولتها إحياء المدارس العاصمية التقليدية العريقة، وهكذا فإن معارض هذه المراكز لاقت شهرة واسعة في السنوات الفارطة، مما جعل الدعوات تقدم لها من العديد من الولايات أين باعت الكثير من معروضاتها، رغم ثمنها الباهظ لتمويل مشاريع أخرى.