استنكرت الصحافة المصرية الصادرة امس الاحد، اعمال الشغب التي شهدتها اول امس مباراة نادى الزمالك مع فريق النادي الإفريقى التونسى بملعب القاهرة، في أياب الدور ال 32 لرابطة أبطال إفريقيا 2011 لكرة القدم. "يوم أسود في تاريخ الكرة المصرية'' و''مهزلة في ملعب القاهرة'' و''موقعة حربية بملعب القاهرة - الجماهير احتلت ارض الملعب.. وطاقم التحكيم (جزائري) ينجو من الموت" و''بلطجية كروية''، كانت بعض عناوين الصحف المحلية في وصفها للاحداث التي شهدتها نهاية لقاء نادي الزمالك والإفريقى التونسي، عندما اقتحمت الآلاف من جماهير نادي الزمالك الملعب في الدقائق الأخيرة للمبارة فى ظل ''غياب أمني كبير''، مما شكل خطورة على حياة جميع من في الملعب، خاصة لاعبي الفريق التونسي واعضاء التحكيم. وكان طاقم التحكيم الجزائرى بقيادة بيشاري الذي ادار المبارة بشكل'' جيد" و''بشجاعة قوية''، حسب رأي معظم الصحفيين والمتتبعين، قد اوقف اللقاء عقب أعمال شغب واقتحام الميدان بعدما كان الزمالك متفوقا على الإفريقي 2 - .1 وقد تحول ''الكرنفال الكروي الذي شهدته المباراة في البداية الى مهزلة ومأساة كروية في النهاية'' تقول جريدة ''الاهرام'' الحكومية، حيث اندفعت الجماهير الى داخل الملعب مستغلة ''الغياب الأمني وبلا مبرر ودون أسباب ''لتملأ الملعب''. واكدت الجريدة أن الموقف ''خطير'' وقد يؤدي الي سحب اقامة أي مباريات رسمية في مصر ونقلها الى دول أخرى، خاصة أن الأمن عنصر أساسي لإقامة المباريات في أية دولة. ووصفت جريدة ''الأخبار'' الحكومية ما حدث ب'' كارثة بكل ما تحمله الكلمة"، وقالت ان الكارثة تمثلت في الموقعة الحربية التي توقفت عندها المباراة لما نزلت مجموعة من الجماهير للاعتراض على طاقم التحكيم الجزائري بدعوى الغاء هدف الزمالك (تسلل) وقامت بالاعتداء على اللاعبين والحكم لتتحول على الفور ارضية الملعب الى موقعة حربية. وتساءلت جريدة ''الشروق الجديد'' التي وصفت الاحداث ب ''يوم اسود في تاريخ الكرة المصرية ومهزلة غير مسبوقة''، عن اسباب غياب الامن وقالت ''الغريب ان افرد الأمن بملعب القاهرة لم يكن لهم دور يذكر في تأمين المباراة بداية من السماح للجماهير باصطحاب الشماريخ والصواريخ والالعاب النارية، بدعوى عدم الرغبة في حدوث اي احتكاكات مع الجماهير، مما مهد الطريق امام المقتحمين للنزول الى ارضية الملعب لمحاولة الاعتداء على حكم المبارة وعلى لاعبي الفريقين''. ووصفت جريدة ''المصري اليوم'' هي الاخرى الاحداث ب''البلطجية الكروية'' والتي من شأنها كما قالت ان تعرض سمعة مصر الرياضية للخطر. واشارت الى كيفية اقتحام الجماهير التي حولت ارضية الملعب الى ساحة قتال ومهاجمتهم لطاقم التحكيم ولاعبي الإفريقي و''تمزيق ملابسهم رافضين توسلاتهم وهم يستغيثون بهم''. وذكرت ان جهود الشرطة تركزت على حماية غرف خلع الملابس للإفريقي وطاقم التحكيم لحمايتهم حتى وصلت قوات الشرطة العسكرية وبعض مدرعات الجيش وتم القاء القبض على المشاغبين بالمئات. وحملت اسبوعية ''اليوم السابع'' التوأمين إبراهيم وحسام حسن مسؤولية ما حدث، وقالت ان إبراهيم حسن هو ''الذى حرض جماهير الزمالك على النزول إلى أرض الملعب والاعتداء على لاعبى الإفريقي، وكأنهما (هو وأخوه) متخصصين فى تشويه صورة مصر وإلصاق صفاتهم المذمومة بشعبها الطيب". ودعت الى ''تطهير'' البلاد من أمثال هؤلاء الذين ''يحرضون على القتل والعنف ويسيئون إليها'' وتتبرأ من أفعالهم وإساءتهم إلى مصر وشعبها فى عصر ''لا مكان فيه للمطبلاتية ولا البلطجية". ومن المقرر ان يعقد رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر، السيد حسن صقر، اجتماعا طارئا مع رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، سمير زاهر، ظهر اليوم، لمناقشة مصير البطولة في ضوء الأحداث التي شهدتها مباراة الزمالك مع الإفريقي التونسي . وكان عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري، قد اكد رغبته في توقيف البطولة لحرص الجميع على أمن المواطن إلى حين استعادة الاستقرار والهدوء واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة. مشيرا في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة إلى أن ما حدث في نهاية المباراة يمثل إساءة لمصر من ''بعض البلطجية'' وأن الحكومة لن تتوانى عن محاسبة ومعقابة المتورطين. ووجه شرف الاعتذار إلى تونس والجزائر. مشيرا إلى أنه سيحرص على الاطمئنان بنفسه على الفريق التونسي بأكمله. ومن جهة اخرى، صرح مصدر مسؤول بالاتحاد الإفريقى لكرة القدم (كاف)، امس، بأنه سيتم تشكيل لجنة خاصة لبحث الأحداث التى وقعت في ملعب القاهرة تكون مخولة بإصدار القرارات وليس اللجنة التأديبية.(وا-(