استفادت ولاية البويرة من برنامج إضافي لدعم المشاريع التنموية بقيمة 9,7 ملايير دينار تم إقراره بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى الولاية، التي تعززت بمشاريع ضخمة ذات صلة مباشرة بتحسين الواقع المعيشي للمواطنين. وقد دشن الرئيس بوتفليقة خلال هذه الزيارة الميدانية منشآت قاعدية ذات أهمية وبعد وطنيين، من أبرزها شطر الطريق السيار شرق غرب الممتد من القادرية إلى مدينة البويرة على مسافة 18 كلم والذي يضم الجسر العملاق لوادي الرخام الذي يعد تحفة فنية خارقة للعادة، تجعل منه أكبر جسر على المستوى الإفريقي. ويضمن هذا الجسر العملاق الذي بلغت تكلفة انجازه 1,3 مليار دينار، الربط المباشر بمنشأة فنية أخرى لا تقل أهمية دشنها الرئيس بوتفليقة بالمناسبة، ويتعلق الأمر بالشطر الأول من نفق عين شريكي الممتد على طول 1300 مترا، والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل التكنولوجية لضمان أمن المنشأة مستعمليها، ومن بين هذه التجهيزات 16 كاميرا للمراقبة يتم التحكم فيها من خلال مركز للمراقبة الإلكترونية و34 جهازا للتهوية والتقليص من الغازات الملوثة و4 مخارج نجدة منصبة على امتداد النفق، وأجهزة هاتف لإبلاغ وحدة الحماية المدنية المنصبة بداخل النفق بأي طارئ. مع الإشارة إلى أن الشطر الثاني من هذا الإنجاز الذي يشمل الاتجاه المعاكس الرابط بين البويرة والجزائر سيتم تسليمه في ديسمبر المقبل. وأمام مدخل النفق حيث انتظمت مراسم الاستقبال، استمع رئيس الجمهورية لعرض مفصل حول مشاريع قطاع الأشغال العمومية بالولاية، وبشكل أساسي خط مشروع الطريق السيار شرق غرب الذي يعبر إقليم الولاية على امتداد 101 كلم. وقد تناولت الشروحات مستوى تقدم البرنامج الجديد من المشروع الذي يتكفل بانجازه المجمع الصيني "سيتيك سي أرسيسي" والبالغ لحد الآن نسبة 63 بالمائة، وكذا تقديم نماذج عن فضاءات الراحة والخدمات التي سيتم تنصيبها على ضفاف الطريق وتتولى تسييرها الجزائرية للطرق السريعة التي أنشئت منذ حوالي سنتين. وينتظر ان يساهم فتح شطر الطريق السيار الرابط بين القادرية والبويرة في تقليص حدة الإزدحام في حركة السير التي يعرف بها الطريق الوطني رقم 5 باعتبار أن هذا الشطر الجديد يسمح لمستعمليه بتفادي المرور عبر مدينة أوعمر. وضمن المشاريع الكبرى الأخرى التي انتهى من إنجازها قطاع الأشغال العمومية وأشرف السيد بوتفليقة على تدشينها أمس، مقطع من الطريق السيار الرابط بين البويرة وبشلول على طول 11 كلم، والذي سيسمح هو الآخر بالقضاء على النقاط السوداء والتقليص من عدد حوادث المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 5 . وبخلاف مشاريع الطرق، دشن رئيس الجمهورية بولاية البويرة سد تيلسديت الذي تصل طاقة استيعابه إلى 167 مليون متر مكعب، ويزود 291 ألف نسمة على مستوى 12 بلدية بالمياه الشروب، فضلا عن ري 7000 هكتار من الأراضي بمياه السقي وذلك بفضل المحطة الجديدة لتحويل مياهه والتي أعطي بالمناسبة رئيس الجمهورية إشارة تشغيلها رسميا. وتعالج هذه المحطة المزودة بخزانين بسعة 500 متر مكعب، نحو 74 ألف لتر يوميا. وتكملة لجهود الدولة من اجل تحسين تزويد سكان الولاية بالمياه الشروب وتلك الموجهة للسقي، وضع رئيس الجمهورية بمنطقة الأخضرية الحجر الأساس لمشروع تحويل المياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد كدية أسردون. وسيسمح هذا المشروع الإستراتيجي المقرر استلام الشطر الأول منه مع نهاية 2009، بتزويد نحو أربعة ملايين نسمة قاطنة ببلديات أربع ولايات هي البويرة والمدية وتيزي وزو بالمياه الصالحة للشرب. وحرص الرئيس بوتفليقة خلال وقوفه على هذا المشروع الضخم على التأكيد على المراقبة الصارمة لنظام نقل مياه هذا السد الذي يصل معدل امتلائه السنوي إلى 178 مليون متر مكعب منها كميات موجهة لسقي 8500 هكتار. وفي ختام زيارة الرئيس للولاية، أعلن وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الذي دشن بالمناسبة المقر الجديد لدائرة الاخضرية أن الدولة ستخصص برنامجا إضافيا للبويرة بقيمة 9,7 مليار دينار لتمويل مشاريع تنموية ستسمح باستحداث أكثر من 22100 منصب شغل، لاسيما في قطاعات الطاقة والسكن والفلاحة والأشغال العمومية والعمران والهياكل الإدارية والري وكذا قطاع الشباب والرياضة. وأوضح الوزير خلال ندوة صحفية ان هذا المبلغ الإضافي يفوق الميزانية المخصصة لقطاع التجهيز خلال الفترة الممتدة من 1999 إلى 2008 بنسبة 10 بالمائة. للإشارة فقد بلغ حجم الاعتمادات المخصصة لميزانية التجهيز بولاية البويرة منذ 1999 إلى غاية السنة الجارية 88 مليار دينار.