شرع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في زيارة إلى القاهرة تدوم يومين لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين تندرج في إطار الجهود المكثفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية من جهة وبحث سبل الدفع بعملية السلام المعطلة بسبب حجرة الصد الإسرائيلية من جهة ثانية. وكان مهندس السياسة الخارجية المصرية الجديدة نبيل العربي قد أكد في تصريحات أول أمس أن بلاده ستواصل اتصالاتها مع حركتي فتح وحماس لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية. وقال إن المباحثات مع الرئيس الفلسطيني ستتطرق إلى كافة القضايا، مشيرا إلى الزيارة التي قام بها وفد عن حماس إلى مصر. وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني إلى مصر بعد زيارة وفد حركة حماس التي كانت انسحبت من المبادرة المصرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني بسبب انحياز النظام المصري السابق إلى جانب السلطة الفلسطينية مما أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين. ويبدو أن حماس عادت مجددا لتثق في السلطات المصرية الجديدة، حيث أعلن محمود الزهار القيادي في الحركة أن ''الورقة المصرية مطروحة ونريد أن نصل بها إلى بر الأمان بعيدا عن الضغوط والممارسات التي استخدمت من قبل''. وكان الزهار أعلن أن مصر أبلغت الفصائل الفلسطينية أنها لن تشارك بشكل مباشر فى الحوار الفلسطيني-الفلسطيني كما كان متبعا فى الجولات السابقة وستترك الفلسطينيين يقررون بأنفسهم صيغة للاتفاق بينهما. يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى انتهاز الفرصة للتوصل إلى حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واعتبر الرئيس أوباما أن الاضطرابات الراهنة التي تجتاح العالم العربي تشكل ''تحديا وفرصة'' في الوقت نفسه، وقال انه ''من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نحاول اغتنام الفرصة للتوصل إلى حل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين''. من جانبه دعا روبرت سيري منسق الأممالمتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط إسرائيل إلى وقف بناء المزيد من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد موافقتها على وحدات سكنية جديدة في القدسالشرقية. وأكد سيري أن مثل هذه الأنشطة الاستيطانية في أي مكان من الأراضي الفلسطينية المحتلة تعد غير قانونية كما أنها مخالفة لخارطة الطريق. وكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت على بناء 249 وحدة استيطانية جديدة في ''غيلو'' أحد أحياء القدسالشرقية. ودعا سيري إسرائيل إلى وقف هذا البناء الذي قوض الجهود الرامية إلى استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية ومفاوضات الوضع النهائي. وكان مسؤولون من الأممالمتحدة قد دعوا منذ أشهر لإنهاء الجمود المحيط بالمحادثات الإسرائيلية الفلسطينية والتي توقفت منذ شهر سبتمبر الماضي بعد رفض إسرائيل تمديد الوقف الاختياري لتجميد بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أدى إلى انسحاب الطرف الفلسطيني من المحادثات المباشرة مع حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتانياهو.