نظمت المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية بالتنسيق مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة أمس، أول منتدى للشراكة بين البلدين في مجال الخدمات، حيث فضل رجال الأعمال الأردنيون المساهمة بخبرتهم الكبيرة في هذا المجال لاستقطاب السوق الجزائرية كمرحلة أولى، ثم الأسواق المغربية والإفريقية والأوروبية على المدى البعيد، حيث يرتقب أن توقع مجموعة من الاتفاقات في نهاية اللقاء الذي تميز بتنظيم 280 لقاء ثنائيا. وحسب مدير المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية السيد ياروب قداح فإن الأردن معروف بقطاع الأعمال والخدمات الذي تطور بعد التوقيع على مجموعة من الاتفاقات الحرة مع عدد من البلدان الأجنبية، الأمر الذي دفع بالصناعيين إلى دخول المنافسة لحماية مكانتها بالسوق، ونظرا للمجالات الكبيرة المفتوحة على الاستثمار بالجزائر قرر 32 متعاملا في أربعة مجالات تخص قطاعات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، الصحة، الهندسة والاستشارات الإدارية البحث عن شركاء دائمين بالجزائر من خلال عرض خدمات لنقل التجربة والأفكار عوض نقل السلع، حيث أشار المتحدث إلى الصعوبات التي وجدها عدد من المصنعين في نقل منتجاتهم للسوق الجزائرية بعد القائمة الأخيرة للمنتجات المحظورة التي اعتمدتها وزارة التجارة بعد التوقيع على اتفاق السوق العربية الحرة، وهو القرار الذي يحترمه الطرف الأردني كما قال. وخلال عرض حول واقع قطاع الخدمات بالأردن الذي ساهم بشكل كبير في رفع قيمة الصادرات التي بلغت 7 ملايير دولار أكد السيد قداح أن القطاع الصحي يحصي أكثر من 100 مستشفى منها 60 بالمائة تابعة للقطاع الخاص، الأمر الذي جعل الأطباء يوزعون بشكل يسمح بتخصيص 24 طبيبا لكل 10 آلاف نسمة وهي أعلى نسبة في العالم، في حين سجلت الأردن خلال سنة 2010 توافد 250 ألف مريض على مستشفياتها في إطار خدمة ''السياحة العلاجية''، علما أن عائدات القطاع الصحي تقدر بمليار دولار، أما في مجال الهندسة فتعد الأردن 70 ألف مهندس و1300 شركة في مجال الخدمات الهندسية قدرت نسبة نموها ب45 بالمائة وهي تتعامل مع أكثر من 35 دولة، على أن تكون الجزائر المرحلة الموالية للقطاع. وبخصوص أهداف المتعاملين الأردنيين من اللقاء أشار المتحدث إلى أنهم يصبون لشراكة استراتيجية لا تستهدف السوق الجزائرية فقط، وهدفهم الرئيسي هو المساهمة في النهوض بالقطاع الاقتصادي الجزائري بشكل عام، أما بخصوص تكنولوجيات الإعلام والاتصال فينوي الشريك الأردني نقل خبرته إلى الطرف الجزائري والبحث عن استثمارات عبر شراكة مع المتعاملين في مجال الاتصالات، وهو ما يسمح لهم مستقبلا بدخول الشبكات الجزائرية الموزعة في الدول الأوروبية عبر منتوج عربي متكامل. من جهته أكد سفير الأردن بالجزائر السيد تركي حديثة الخريشا عن تطور العلاقات الجزائرية الأردنية في مجال الطاقة والمناجم، حيث تم مؤخرا التوقيع على اتفاق شراكة يسمح للطرف الجزائري بالحصول على رصيف خاص بميناء العقبة بغرض تصدير الغاز لكل من الأردن، سوريا، لبنان وتركيا مستقبلا. كما أبدى رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة السيد طاهر خليل رغبة الطرف الجزائري في الاستفادة من الخبرة الأردنية. مشيرا إلى أن الجزائر تمتلك طاقات هامة واستقرارا ماليا من شأنه بعث قطار التنمية المحلية، وعليه فإن الطرف الأردني سيساهم بالخبرة والتجربة للنهوض بالعديد من القطاعات، وأشار السيد مجاهد ممثل وزير التجارة إلى أن الجزائر تسجل قفزة نوعية بعد تسجيل عدة مشاريع في البرنامج الخماسي ''2010 / ''2014 الذي خصصت له الدولة مبلغ 285 مليار دولار وهو ما يسمح باستقطاب رجال الأعمال ممن لديهم التجربة للاستثمار بالجزائر في إطار عقود شراكة دائمة. ويذكر أن اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال التي ستدوم يومين بمشاركة 32 مؤسسة أردنية يتوقع تنظيم 280 لقاء في انتظار توقيع اتفاقات شراكة بين رجال أعمال البلدين بما يعطي دفعا جديدا للعلاقات الثنائية التي تعود لعدة سنوات.