ستشرع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في الأيام القليلة القادمة في بعث مشروع إعادة هيكلة المديرية الفنية الوطنية، وقالت مصادر قريبة من الفاف ل''المساء'' في هذا الشأن إن أسماء لتقنيين مطروحة الآن لدى مسيري الهيئة الكروية لتعيين البعض منهم ضمن هياكل المديرية الفنية وأيضا على رأس مختلف المنتخبات الوطنية للشباب. إلا أن الأوساط الكروية القريبة من الاتحادية تتساءل حاليا عن الفائدة من التسرع في إعادة هيكلة المديرية الفنية الوطنية في وقت لا يزال منصب رئيسها شاغرا بعد انسحاب فضيل تيكانوين، الذي ساءت علاقاته في الفترة الأخيرة مع مسيري الهيئة الفيدرالية التي أعابت عليه اعتماده على تقنيين فشلوا في مهامهم مع منتخبات الشباب في تصفيات المنافسات الإفريقية وأيضا عدم تجسيده بنسبة كبيرة مخطط العمل الذي سطره عند تعيينه على رأس هذه الهيئة؛ بينما أكدت ذات المصادر أن تيكانوين لم تُنه مهامه بل استقال بسبب شعوره بالعزلة في الفاف وتأكده من أن مسيري هذه الأخيرة لم يعيروه أي اهتمام، وهو ما يفسّر غيابه عن مختلف المناسبات التي نظمتها الاتحادية. وحسب مقربين من تيكانوين، فقد رفض هذا الأخير جملة وتفصيلا ملاحظات الفاف حول فترة تسييره للمديرية الفنية، معتبرا أن سبب تأخره في تجسيد المشاريع التي سطرها يعود أساسا إلى تركيز الفاف كل اهتماماتها على المنتخب الوطني للأكابر منذ ما يقارب الأربع سنوات وعدم مراعاة المشاكل التي كانت تتخبط فيها المديرية الفنية الوطنية في مجال التكوين والتطوير. ومما لا شك فيه أن الاتحادية طوت نهائيا مرحلة فضيل تيكانوين، وهو ما يفسر شروعها في البحث عن تقنيين أكفاء من أجل وضعهم ضمن المديرية الفنية أو تعيينهم على رأس العارضة الفنية لمختلف المنتخبات الوطنية للشباب التي ستنطلق في التصفيات الإفريقية القادمة خلال شهر أوت من السنة الجارية، ولو أنه كان من الأجدر على الفاف البدء في إيجاد خليفة لتيكانوين تعود له أساسا مهمة البحث عن مدربين لمنتخبات الشباب لكنها أرادت - كما يقال - وضع الحصان قبل العربة. وحسب ذات المصادر، فإن الاتحادية تريد تقنيا جزائريا لتكليفه بتسيير المديرية الفنية الوطنية، وقد استبعدت نهائيا فكرة الاستنجاد بخبير أجنبي بعد التجربة الفاشلة مع الألماني بيتر شنيتغر، الذي تعامل لفترة قصيرة مع الفاف، حيث فسخ العقد الذي كان يربطه مع هذه الأخيرة. ويعتبر كل من رابح سعدان ومحي الدين خالف، المدربان السابقان للمنتخب الوطني، من بين المرشحين بقوة لإدارة المديرية الفنية الوطنية ولو أن الفاف لم تعلن بصفة رسمية دخولها في تفاوض مع هذين الرجلين. وكان محي الدين خالف قد كذّب وجود اتصال بينه وبين الاتحادية، لكنه عبّر عن استعداده لمناقشة أي عرض يأتيه من مسيري الفاف، وهو ما يؤكد رغبة صاحب ملحمة خيخون في العودة إلى شؤون الكرة الجزائرية سواء للعمل في الميدان أو كمسير، بينما لا يستبعد البعض أن يكون خالف وسعدان سويا في هذه المديرية.