أكد السيد زغوان عمر مدير المعهد التقني للزراعات الواسعة أن انتاج بذور القمح بنوعيه بالجزائر يعرف تقدما ملحوظا بعد بلوغ نسبة اكتفاء ذاتي 100 بالمائة، مع اقتراح هذه السنة سبعة أصناف جديدة من البذور قدمت للتصديق عليها لتصل بعد سنتين الى الفلاح، علما أن المعهد يوزع حاليا أصنافا محسنة من البذور على أكثر من 330 فلاحا عبر 36 ولاية بغرض انتاج بذور القمح بنوعيه في انتظار انتهاء البحوث بخصوص بذور البقوليات الجافة وبقوليات العلف والحمص. كشفت الأبواب المفتوحة على نشاط المعهد التقني للزراعات الواسعة بمزرعة وادي السمار للإرشاد وانتاج البذور أول أمس، أن الوزارة تمكنت من خلال كل المخططات الانمائية ضمان توفير نوعيات جيدة من بذور القمح بنوعيه أعطت نتائج جيدة خلال تجربتها لدى الفلاحين الذين بلغوا نسبة 45 قنطارا في الهكتار السنة الفارطة، وحسب تصريح لمدير المعهد خلال الجولة التفقدية التي قادت عددا من الفلاحين ورجال الإعلام الى المزرعة، فإن المهندسين الفلاحيين تمكنوا من ايجاد أصناف جديدة من بذور القمح ذات المردودية الكبيرة ومقاومة للأمراض وهي من نوعية جيدة، حيث تم التعامل مع معاهد البحث في كل من سوريا والمكسيك بغرض تبادل المعارف وتنويع السلالات. وحسب الشروحات المقدمة من طرف عدد من المهندسين بعين المكان فإن عملهم يقضي بتحسين نوعية البذور من خلال التهجين الذي يتم في المزرعة مع أقلمة السلالات الجديدة مع الظروف الطبيعة من ناحية الأرضية والمناخ، وبعد توزيع البذور على الفلاحين تتم مرافقتهم في عملية الإنتاج من خلال الإرشادات المقدمة بخصوص معالجة الأمراض وتحديد أوقات السقي التكميلي خاصة في هذه الفترة، ويتعامل المعهد اليوم مع أكثر من 330 فلاحا عبر 36 ولاية في البرنامج الوطني لتكثيف انتاج البذور. وبخصوص الانتاج الوطني لبذور القمح بنوعيه للموسم الفلاحي الجاري أكد المتحدثون امكانية بلوغ أهداف عقود النجاعة بنسبة 90 بالمائة مفندين الإشاعات المروجة من طرف بعض أصحاب المطاحن حول انخفاض انتاج القمح، كما يسعى المعهد منذ فترة الى تجريب بعض أنواع بذور البقوليات الجافة وبقوليات الأعلاف تماشيا وتطلعات الوزارة للرفع من انتاج المادتين اللتين تكلفان خزينة الدولة الكثير من الأموال في فاتورة الاستيراد، على أن يتم توزيع البذور الجديدة في القريب العاجل على الفلاحين لانتاج كميات إضافية من البذور المحسنة، ويبقى الهدف الرئيسي من نشاط المعهد هو تقليص فاتورة الاستيراد من جهة وتكوين جيل جديد من الفلاحين الذين يستغلون التكنولوجيات الحديثة في نشاطهم للرفع من قدرات الانتاج. وتشهد المزرعة التي تتربع على مساحة 47 هكتارا وتعود فترة انشائها لسنة 1974 عمليات تهجين واسعة لعدد من أصناف بذور القمح الصلب واللين، الشعير، الحمص الفول، وتوزع انتاجها على أكثر من 40 فلاحا بخمس ولايات شمالية هي تيبازة، بومرداس، تيزي وزو، البليدة والعاصمة، ويدرس مهندسو الزراعة التابعين للمعهد هذه السنة 7 أصناف من بذور القمح منها 5 أصناف للقمح الصلب وصنفين للقمح اللين، وتتم البحوث عبر 9 محطات موزعة عبر التراب الوطني بغرض توفير انتاج يتماشى والمتغيرات المناخية لكل منطقة.