دعت كل من الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي أمس إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا من اجل فتح المجال أمام الجهود الدبلوماسية الرامية لإيجاد تسوية سياسية للازمة التي ما فتئت تزداد تفاقما في هذا البلد مع مرور كل يوم. وأكد عبد الإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام الاممي إلى ليبيا على أهمية التوصل إلى وقف فوري حقيقي لإطلاق النار في ليبيا. وقال في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء ''يجب إعلان وقف إطلاق النار سواء بشكل رسمي أو كخطوة أولى في إطار تفاهم غير رسمي بين القوى المعارضة في ليبيا''، مشيرا في الوقت نفسه إلى تأكيد الجانبين على الحاجة لوقف إطلاق النار بشكل يمكن التحقق منه. وأوضح الخطيب أن أكبر الصعوبات في المرحلة الراهنة هي إقناع جميع الأطراف بالموافقة على العناصر الأساسية للعملية السياسية التي تلبي تطلعات الشعب الليبي. وأشار الدبلوماسي الاردني إلى تبادل الرسائل بينه وبين العقيد معمر القذافي عن قصف حلف شمال الأطلسي لمنزله مما أدى إلى مقتل ابنه سيف العرب وعدد من أحفاده. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد كلف عبد الإله الخطيب بإجراء جولات في المنطقة لمناقشة تداعيات الأزمة الليبية مع كل الأطراف المعنية والبحث عن بدائل وتصورات عملية لانهائها. وأكد الاتحاد الإفريقي من جهته في بيان أصدره أمس تبني عملية سياسية لحل الأزمة وفقا لخارطة الطريق التي اقترحها ولقرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي. وأضاف انه ''مع دخول الأزمة التي تواجه ليبيا شهرها الثالث تواصل لجنة الاتحاد الإفريقي العليا المعنية بحل الأزمة جهودها للتوصل إلى حل سياسي وفقا لخارطة الطريق''. وأوضح أن ''هناك اتصالات مستمرة مع عدد من الشركاء الدوليين والجهات المعنية لبدء مفاوضات في وقت مبكر لوقف إطلاق النار وتطبيق العناصر الأخرى في خارطة الطريق وخاصة إقامة فترة انتقالية شاملة، وإجراء الإصلاحات اللازمة لمعالجة أسباب هذه الأزمة على أن تتوج هذه الفترة الانتقالية بتنظيم انتخابات ديمقراطية تمكن الشعب الليبي من اختيار قادته بحرية''. وأضاف البيان أن الاتحاد الإفريقي سيؤكد أيضا في الاجتماعين المقبلين في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا وهما اجتماع بين مجلس السلم والأمن واللجنة السياسية والاقتصادية للاتحاد الأوروبي المنتظر عقدها يوم 11 ماي الجاري، وكذلك في اجتماع بين مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي وبين مجلس الأمن الدولي في 12 ماي الجاري على ضرورة التوصل إلى حل سياسي وتوافق دولي لتحقيق هذا الهدف. وأمام تعالي الدعوات المطالبة بوقف إطلاق النار في ليبيا وفتح المجال أمام الحل السياسي أكد وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبي أن هدف العملية العسكرية التي يشنها حلف الشمال الأطلسي في ليبيا ليس قتل العقيد معمر القذافي. وأكد بان حلف ''الناتو'' يستهدف فقط الأهداف العسكرية في العاصمة طرابلس.