لا يزال إرهاب الطرقات يحصد يوميا العديد من الأرواح، على الرغم من الحملات التحسيسية المكثفة التي تباشرها على مدار السنة مصالح الأمن المنتشرة عبر مختلف المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر.ولأن الطفل يعد من أكثر شرائح المجتمع عرضة للخطر الناجم عن خرق قانون المرور، سعى القائمون بمصالح الأمن في إطار الاحتفال بأسبوع المرور العربي، الى تسطير العديد من الأنشطة التوعوية، الهادفة الى إحاطة الطفل بجملة من القواعد الأساسية التي ينبغي له ان يفهمها حتى يعرف كيف يحمي نفسه، وتهيئته ليتحول في المستقبل القريب الى شاب واع بأهمية الثقافة المرورية. من أجل تحبيب الطفل في قانون المرور وجعله يتطلع الى فهم بعض قواعده وإدراك أهمية تطبيقه، وكذا احترامه، كان لابد من تكييف البرنامج التحسيسي حتى يستجيب لتطلعات ورغبات الأطفال، وهو ما عمل على تكريسه المحافظ الأول للشرطة مكلف بمكتب خلية الإصغاء والنشاط الوقائي على مستوى مقاطعة ادرارية، السيد نيساس فريد، الذي أشرف رفقة بعض أعوان الأمن التابعين للمقاطعة، على تسطير فعاليات أسبوع المرور العربي، إذ تم تنظيم جملة من النشاطات التحسيسية والترفيهية التي يحبها الأطفال، على غرار الحظائر التربوية، وتنظيم مسابقات حول بعض إشارات المرور، كما تم إقحام المهرج كنشاط أساسي بحكم أن الأطفال يحبونه ويحرصون على تقليده. وفي هذا الخصوص يقول السيد نيساس فريد '' قمنا خلال الفترة الممتدة من الرابع ماي الى غاية العاشر من نفس الشهر، بتغطية حوالي 12 مدرسة تابعة لمقاطعة ادرارية والمقاطعات المجاورة لها على غرار السحاولة واخرايسية والدويرة ووادي الرمان، حيث حمل برنامجنا التحسيسي شعار '' الطريق حق للجميع '' ولم يقتصر عملنا على المدارس فحسب، بل قمنا بالعمل التحسيسي على مستوى الحواجز أين استهدفنا البالغين. ومن أجل تقريب مفهوم قانون المرور من الطفل، يضيف ذات المصدر، ألبسنا بعض الأطفال الزي الرسمي الذي يلبسه الشرطي أثناء أداء مهامه وكلفناهم بالوقوف داخل الحظائر المرورية بغية الإشراف على حركة السير، أين يتولى الأطفال مهمة قيادة العربات ويقوم أعوان الشرطة بمرافقة الأطفال لمدهم بالنصائح وإطلاعهم عل كيفية تطبيق قانون المرور في الميدان، فمثلا يتولى العون توجيه الطفل الى بعض أولويات الطريق، منها تجنب الإفراط في السرعة وضرورة احترام إشارات المرور على غرار إشارة قف وضرورة احترام ممر الراجلين وغيرها. ومن أجل تحفيز الأطفال وتشجيهم يقول المكلف بمكتب خلية الإصغاء والنشاط الوقائي لمقاطعة ادرارية ''نقوم في نهاية اليوم التحسيسي، بإجراء مسابقة بسيطة لاختبار مدى استيعابهم، وللتأكد إن كانوا قد فهموا الغرض من الأنشطة المرورية، والفائزون يتم تكريمهم ببعض الهدايا ورخص سياقه للأطفال''. عرفت المدرسة الابتدائية حي ''عدل''، حضورا مكثفا للأطفال وذويهم بعد ان أعلمتهم مديرة مدرسة حي ''عدل'' بالنشاط الذي ستعرفه المؤسسة بعدما تم اختيارها لتباشر فيها اختتام فعاليات أسبوع المرور العربي. ''المساء'' اقتربت من السيدة سمية بركي مديرة المؤسسة، وحول أهمية التربية المرورية قالت ''تعد التوعية المرورية للطفل بالمؤسسة التي يدرس فيها، مبادرة جيدة تفيد التلميذ، كما انها تساعده على ترسيخ القواعد المرورية بذهنه وعندما يكبر لا ينساها، لأنها تظل محفورة بذهنه فيقوم بتجسيدها ميدانيا وهو المطلوب''. وهو ذات الانطباع الذي لمسناه عند بعض المعلمات، حيث جاء على لسان الأستاذة بوفكان التي ترى ان الثقافة المرورية غاية في الأهمية بالنسبة للطفل، وتكمن أهميتها في أن هذا الأخير يقوم بتوظيفها عند بلوغه سن السياقة وبالتالي نساهم في بناء جيل يحترم قانون المرور''. ومن جهتها، قالت الأستاذة أنيسة بن مالك، أنه من المهم تعليم الأطفال التربية المرورية في سن مبكرة حتى يكبروا عليها، وكلما كانت المعلومات ميدانية، أي عدم الاكتفاء بالدروس النظرية، تسهم في حفر هذه القواعد بأذهانهم وبتالي يكرسونها لا محالة عندما يكبرون''. وإذا كان هذا رأي الأساتذة، فإن كل من الأولياء والتلاميذ الذين توافدوا للمشاركة في الحظيرة التربوية والظفر برخصة سياقه، شاطروهم الرأي، فهذه الطفلة حداد ليليا حدثتنا بعفوية قائلة ''دعتنا المديرة للمشاركة في هذا الحفل حتى نعرف كيف نحترام قانون المرور وما هي الإشارات التي ينبغي لنا معرفتها''. بينما قالت زميلتها البر عمة حسنة حاريثي انها تشارك اليوم في المسابقة الخاصة بالحظيرة التربوية ''لفهم قانون المرور''. وعند ما سألناها حول بعض الإشارات التي تعرفها قالت ''علمونا بعض الإشارات منها إشارة قف وإشارة تمهل وحدثونا عن بعض الأمور التي يجب ان نلتزم بها كحزام الأمان وتجنب السرعة''. في حين أشارت الطفلة مريم فخاري الى الغرض من إقامة هذا الحفل، والمتمثل في تعليمهم كيف يطبقون ويحترمون القانون. وهي المبادرة التي استحسنها الأولياء الذين حظروا رفقة أبنائهم، وكلهم شغف للاطلاع على ما سيتعلمه أبناؤهم من قواعد مرورية، فهذه السيدة منصوري دليلة قالت انها تشجع كثيرا مثل هذه المبادرات التي تسهم في توعية الأطفال، بالنظر الى الارتفاع الكبير في حوادث السير التي تعرفها الجزائر، ''وهي فرصة ايضا حتى نستفيد نحن ايضا ونتعلم ما لا نعرفه عن قواعد السير''. ومن جهتها، حيت السيدة عبلة مصالح الأمن على هذه المبادرة، لا سيما وان الأطفال أكثر عرضة لحوادث السير، بحكم أنهم من مستعملي الطريق، وتمنت ان تستمر هذه المبادرة على مدار السنة ليكون لدينا جيل واع بأهمية الثقافة المرورية-.