اختيرت تركيا هذه السنة لتكون ضيف شرف الطبعة ال 44 لمعرض الجزائر الدولي المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من الفاتح إلى 6 جوان القادم، وهي الفرصة التي يطمح من خلالها الطرف التركي لدفع علاقات الشراكة ما بين البلدين من خلال الزيارة المرتقبة لوزير الصناعة والتجارة التركي السيد ميهات أرغون الذي سيدافع لصالح تنويع المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا. السفير التركي بالجزائر السيد احمد نيساتي بيغالي أكد في حديث ل ''المساء'' الاهتمام الذي توليه الحكومة التركية للسوق الجزائرية في انتظار التوقيع على اتفاق للتبادل الحر ما بين البلدين والرفع من عدد الرحلات إلى اسطنبول في القريب العاجل . - س/ اختيرت تركيا لتكون هذه السنة ضيف شرف الطبعة ال 44 لمعرض الجزائر الدولي، ما هي التحضيرات لهذا الحدث ؟ *ج/ نحن جد سعداء لنكون ضيف شرف الطبعة ال 44 لمعرض الجزائر الدولي حيث نطمح لجعل اللقاء خطوة جديدة في مسار تطوير العلاقات الدائمة بين الدولتين الشقيقتين، وتحضيرا للتظاهرة الاقتصادية تم دعوة قرابة 60 مؤسسة تركية، أغلبها شركات مختصة في مجال البناء والانجاز علما أن قطاع البناء بتركيا يحتل المرتبة الثانية عالميا وبما أن اهتمامات الاقتصاد الجزائري منصبة على عدة مشاريع في مجال البناء فسنحاول التركيز على هذا الجانب لتنويع العلاقات ما بين البلدين. وبمناسبة التدشين الرسمي للمعرض الدولي ومثلما هومتعود عليه سيكون هناك وزير الصناعة والتجارة السيد ميهات ارغون حيث سيشرف على افتتاح يوم إعلامي بالمناسبة حول العلاقات التجارية بين الدولتين ينشطه مجموعة من الخبراء الأتراك بالتنسيق مع عدد من المتدخلين الجزائريين لمناقشة سبل تطوير وتنويع العلاقات الجزائرية التركية، مع توسيع مجالات الاستثمارات التركية بالجزائر. - التواجد التركي بالجزائر تنوع في الفترة الأخيرة، ومعه نسجل ارتفاع عدد المؤسسات التركية الناشطة بالسوق الجزائرية سواء بصفة فردية أوعبر عقد صفقات شراكة، ما هوتقييمكم للاستثمارات التركية بالجزائر؟ * في الحقيقة سجلنا في الفترة الأخيرة ارتفاعا محسوسا في حصة الاستثمارات التركية بالجزائر بلغت 650 مليون دولار، سيضاف إليها استثمار من الحجم الكبير مع اكبر مجمع تركي في مجال الحديد والصلب يدعى ''توسياني ''، حيث سينجز مصنع للحديد والصلب بولاية وهران بقيمة 500 مليون دولار، وقد تم الانتهاء من دراسة المشروع بعد ثلاث سنوات من المباحثات ليتم وضع حجر الأساس الأول خلال الأسابيع القليلة القادمة، ويتوقع الطرف التركي أن يكون الاستثمار فرصة لتوفير طلبات السوق الجزائرية في مجال الحديد، علما أن الحكومة التركية تولي المشروع اهتماما كبيرا خاصة مع احتمال توسيع الاستثمار مستقبلا إلى حدود مليون دولار. أما فيما يخص باقي المنتجات التركية المتواجدة اليوم بالسوق الجزائرية فهي متنوعة وتتمثل في الصناعات الغذائية والنسيجية، وما ساعدها على احتلال المراتب الأولى لدى المستهلك الجزائري هي الجودة العالية بأسعار معقولة، إلا انه بالرغم من ذلك لا يمكن إنكار تواجد معوقات لدخول المنتجات التركية منها الرسوم الجمركية التي تبقى مرتفعة بالنسبة للمتعاملين الأتراك، لهذا الغرض تقربنا من السلطات الجزائرية أكثر من مرة بغرض التوقيع على اتفاق للتبادل الحر بين البلدين، لكن الطرف الجزائري طلب منا الانتظار إلى غاية انضمام تركيا للمنظمة العالمية للتجارة، وبعد انضمامنا للمنظمة طلب منا مرة أخرى انتظار انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للاستفادة من التبادل الحر، ولغاية اللحظة ينتظر الطرف التركي الضوء الأخضر للرفع من حجم مبادلاته. - ما هو العدد الحقيقي للشركات التركية الناشطة بالجزائر ؟ * نسجل اليوم أكثر من 200 شركة تركية منها 100 شركة متخصصة في مجال البناء، ونقترح تحسين قطاع النسيج بالجزائر مستقبلا من خلال عرض مجموعة من آلات النسيج على المستثمرين الجزائريين حيث سجلنا اهتمام الطرف الجزائري بنسبة 95 بالمائة بهذا القطاع. - س/ أقرت السلطات الجزائرية في الفترة الأخيرة قانونا جديدا بالنسبة للصفقات العمومية، مع تشجيع المستثمرين الأجانب لعقد اتفاقات شراكة مع الطرف الجزائري لنقل الخبرة والتجربة، ما هورأي الطرف التركي في هذا القرار ؟ * بالنسبة لمختلف القرارات ذات الطابع التجاري والاقتصادي مثلما هو حال قانون الصفقات العمومية نتقبله نحن كشركاء اقتصاديين على المدى الطويل ،لدينا اليوم أكثر من 100 شركة تركية فتحت فروعا لها بالجزائر عبر عقود الشراكة، القوانين واضحة في هذا المجال، الشركات التركية تأقلمت مع الوضع التجاري الجديد. - قبل الحديث عن توسيع علاقات التعاون بين البلدين يجب التطرق الى توسيع مجال النقل الجوي، ما هوالوضع الراهن ؟ * بالنسبة للنقل الجوي بين الجزائر وتركيا فهومضمون من طرف الشركة التركية ''تركيا للطيران'' و''الخطوط الجوية الجزائرية''، هناك رحلة يومية نحواسطنبول انطلاقا من الجزائر، وقد طالبنا منذ عدة سنوات بمضاعفة عدد الرحلات إلى ثلاث رحلات في اليوم، مع تنظيم رحلات من اسطنبول إلى كل من وهران وقسنطينة بالنظر للطلب المتزايد على هذه الخطوط، لكن الطرف الجزائري لم يرد على طلبنا. - تركيا مشهورة بمناطقها السياحية، هل هناك اهتمام من طرف الجزائري بهذا المجال ؟ * بالفعل السياحة بتركيا جد مطلوبة من الطرف الجزائري، حيث سجلت السفارة اعتماد 50 وكالة سياحية جزائرية لنقل السياح إلى كل من اسطنبول وانطاليا، كما تم السنة الفارطة تسليم 57 ألف تأشيرة ونتوقع هذه السنة تسليم أكثر من 60 ألف تأشيرة. - هل هناك اهتمامات تركية بمجال المحروقات بالجزائر ؟ * تتطلع تركيا في الفترة الأخيرة للفوز بإحدى الصفقات في مجال استكشاف البترول عن طريق الشركة التركية ''تركيا للبترول''، حيث قدمت العديد من العروض لكنها لم تقبل من الطرف الجزائري ، علمنا أن تركيا تستورد 12 بالمائة من طلبات الغاز الطبيعي من الجزائر بقيمة 1 مليار ونصف دولار وما عدا ذلك ليس هناك منتوج جزائري بالأسواق التركية، ونتوقع أن يتم استقطاب رجال أعمال جزائريين للاستثمار في تركيا في القريب العاجل. - ما هو موقف تركيا من الأحداث الأخيرة في عدد من الدول العربية ؟ * الأحداث الأخيرة التي تعرفها كل من ليبيا وسوريا وتونس تتابعها الحكومة التركية عن كثب، ونحن نطالب بعدم استعمال القوة والتدخل الأجنبي، غير أن الأوضاع في ليبيا تعقدت، الأمر الذي اضطر تركيا إلى ترحيل 5 آلاف عامل تركي. ما نريده اليوم هو الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح حوار بناء بين كل الأطراف، مع الإسراع في فتح مجالات نقل المساعدات الإنسانية للمواطنين، أما بخصوص الأوضاع بسوريا فهناك اتصالات بين رئيسي الدولتين وتمت دعوة رئيس سوريا السيد بشار الأسد لحل الأزمة بالطرق السلمية والإسراع في تنفيذ الإصلاحات والاستماع لرأي الشعب السوري وذلك بعيدا عن القوة.