قليل من كثيرهم من حضروا تأبينية المرحوم الدكتورعبد الله الركيبي في أربعينيته بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، والتي نظمتها بالتنسيق مع جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، حيث حضرتها نخبة من الوجوه الثقافية التي عرفت الراحل عبد الله الركيبي عن قرب. هني عبد القادر، فاسي مصطفى، عبد العالي رزاقي مصطفى قصير، بلمام، محمد الصالح حرزالله ، رابح خدوسي، حسين عبروس، عزالدين، بشيرالطيب، محمد عباس، الامين الزاوي، ربيعة جلطي، ونيابة عن مدير المدرسة العليا للأساتذة، الأستاذ الأديب سعيد بن زرقة، والشاعر مزغيش رئيس جمعية الكلمة، وجمع غفير من الطلبة والطالبات الذين حضروا، مساء أول أمس، لتأبين الراحل الدكتورعبد الله الركيبي في أربعينيته، وكانت الجمعية قد سطرت حفلا تكريميا، لكن تشاء الأقدارأن يكون ذلك اليوم يوم وفاته، وأن يجمع رحمه الله الذين جاءوا للإحتفاء بتكريمه - يجمعهم- في بيته لتعزية ذويه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه رحمة الله. استهل الكلمة الدكتورعبد القادر هني، حيث أكد أن الركيبي كان أبا للجميع، وكان مناضلا حيث سجن بأفلو وكان من الرعيل الأول الذين آمنوا باستقلال الجزائر، فقدم نفسه ليكون وقودا لهذه الثورة، خرج من السجن والتحق بتونس، وكان أيضا يناضل بقلمه، كان له رأيه المتميز في القضايا الفكرية، وأضاف هني أن الركيبي يعتبر لبنة قوية في صرح المشروع الثقافي الجزائري. من جانبه الدكتور مصطفى فاسي، أكد في شهادته أن الركيبي له جوانب إنسانية متعددة، فهو دائم الإبتسامة وكان رجلا صادقا، مخلصا، مباشرا، واضحا ووفيا يقدم خدماته لمن يطلبها. وأضاف الدكتور فاسي أنه بصدد مشروع كتاب عن الدكتورالركيبي بمساهمة كل من عرفه، أويريد دراسة من جوانب فكرة، للركيبي21 كتابا، ولكل هذه المؤلفات أهمية كبيرة، وقد أهدى رحمه الله مكتبته لقسم اللغة العربية وأدابها جامعة الجزائر. الشاعرابراهيم صديقي ألقى مقاطع شعرية على الحاضرين منها: ''أنا وأنت اغتراب العين في الوسن يا أيها البطل المحروم من وطنِ'' ثم ألقى مقطعا آخر قال في مستهله: ''لنفترض أنني طفل وأنت أبُ أترضى أنني أشقى وأكتئب'' كما ألقى إحدى روائع شعره قصيدة المتنبي. الأستاذ عبد العالي رزاقي، من جانبه، أكد أن الركيبي كان أستاذا له بالمدرسة العليا للصحافة، وروى الأستاذ رزاقي أن علاقة كانت تربطه بالإمام عبد الرحمن العايب الذي سلمه كراسا للشاعرأمبارك جلواح، الذي مات منتحرا بنهرالسين، فسلم رزاقي هذه الكراسة للدكتورالركيبي الذي رأى فيه أهلا لتحقيق هذه القصائد، وقد ذكر يقول رزاقي القصة التي رواها له عن الشاعر أمبارك جلواح بصدق. الأستاذ محمد الصالح حرز الله ذكر بحصة الركيبي''أقلام على الطريق'' والتي لها الفضل في بروز العديد من أدباء الجزائر، كما وصف أخلاق الركيبي بأنها أخلاق الأنبياء. أما الأستاذ ابراهيم قارة الألمعي من السعودية، فقد أكد أن الركيبي من بين الرموز الأدبية الكبيرة، وهذه الرموز لا تموت، ثم ألقى قصيدة قائلا في مستهلها: ''سل زبانا وأهله والزمانا كيف باتت أوطاننا وحمانا وتوسم جميلة أصباها كان أبهى أم أنها لاترانا'' الأمين الزاوي من جانبه أعاد على أسماع الحاضرين قراءة مقال سبق وأن نشره بجريدة الشروق تحت عنوان''ودائما عبد الله الركيبي''. الأستاذة ربيعة جلطي بدورها ذكرت الركيبي كيف كان يظللها بحنان الأب ورعايته وهي بدمشق، لمنافشةرسالة الماجيستير، وكانت حينها حاملا بابنتها لينة في شهرها التاسع. ودعا الحضور، في ختام أربعينية الدكتورالركيبي، تسمية معلم من معالم الثقافة باسمه، تغيب الوجوه لكن الكلمة الصادقة تبقى خالدة لأنها بعظمة القسم''نون والقلم ومايسطرون''.